طحن عبدالملك الحوثي عظام الآلاف من الشباب اليمنيين وأهدر كرامة آلاف آخرين في المعتقلات السرية لا لشيء إلا لأنهم يفكرون بطريقة لا تعجبه ، أطلق العنان لعصابته لتطارد اليمنيين بدون ذنب كل ذنبهم أنهم لا يشاركونه طريقته في التفكير ولا يقبلون به ولا بعصابته ، العجيب في الأمر أن المجتمع الدولي لم يدرج هذا المجرم في قائمة الإرهابيين مع العلم أنه أدرج في هذه القائمة من هو أقل خطرا منه ، لقد مارس هو وعصابته كل جرائم الإرهاب وزجوا باليمنيين في حرب ليست حربهم واستعدى العالم على اليمن واليمنيين في حرب مفتوحة لا نهاية لها معتقدا أنه يستطيع إيصال الثورة الإيرانية إلى المنطقة وتعديل الخارطة الجغرافية والسياسية وإخصاء مشروع الدولة وتقويض بنيتها.
ولست بحاجة للقول إن الحرب على هذه العصابة لم تعد حربا من أجل إستعادة الشرعية فحسب ، بل أصبحت حربا إستراتيجية متعددة الأبعاد ، فقد فتحت هذه العصابة كل الجروح المذهبية والمناطقية، لذلك ، فإن المعركة معها يجب أن تحسم لحسم جميع المعارك الدائرة في اليمن وما سيستجد في المنطقة ، إن حسم المعركة مع هذه العصابة الإرهابية لن يحد من الإرهاب فحسب ، بل سيعمل على إعادة ترتيب المعادلة الوطنية ، وهذا الأمر يتطلب ضميرا وطنيا من قبل أولئك الذين يديرون الحرب وهم مستندين إلى مصالحهم الرخيصة وتركوا اليمن لهذه العصابة تعبث بها وبأهلها راضين بقسمة ظيزا تكفل لهم تجارتهم وبيوتهم المشيدة فركنوا إلى حرب وهمية إمتدت لخمس سنوات لو صدقت هذه الحرب لكان الإرهابي عبد الملك ومن يعمل معه معلقين في ساحة التحرير جزاء جرائمهم السوداء.
نتوقع صحوة ضمير من الأحزاب والنخب السياسة لإدراكها أنها تواجه طرف همجي لا يقيم وزنا للمصلحة الوطنية ولا للشراكة السياسية التي لا تعيش من دونها الأوطان ولا تستقر أي حياة سياسية بدونهما ، من يراهن على سلام مع عصابة إرهابية فهو واهم، فهذه عصابة إجرامية تعد معولا لتدمير كل المنظومة الوطنية وتفجير توازناتها وزعزعة إستقرارها ، لابد من إعادة النظر في التعاطي مع هذه العصابة، واستعادة أهداف الحرب ، فنحن أمام عصابة لم تدمر اليمن وتقضي على مستقبل أجيال عديدة فحسب ، بل دمرت معه النسيج الاجتماعي وتغذي الكراهية تجاه الإنسانية بشكل عام.
على العالم الحر أن يدرك بأن تراخيه تجاه هذه العصابة الإرهابية التي فتحت معسكرات إجبارية للأطفال والشباب والزج بهم في محرقة نزواتها ، أنه يوسع من دائرة الإرهاب الذي سيكلف العالم ضياع إستقراره ، وعلى الشرعية أن تدرك أن التباطؤ في حسم الحرب سيجعل الكلفة عالية ، لأن الوقت في اليمن من دم ، أما التحالف العربي فعليه أن يدرك بأن كل يوم يمر وهذه العصابة على قيد الحياة ، فهو يقوي المحور الإيراني ويجعل إيران تتوسع جغرافيا ويؤمنها سياسيا.
*نقلا عن صفحة الكاتب على فيسبوك.