الثلاثاء ، ١٩ مارس ٢٠٢٤ ساعة ١٢:٤٧ مساءً

الحوثي وذبح بقايا الدولة والسلام الاجتماعي

عبدالملك الصوفي
الأحد ، ١٨ يوليو ٢٠٢١ الساعة ٠٨:٤٥ مساءً

هكذا يبدو المشهد الوظيفي  للجهاز الإداري والاقتصادي للدولة، مشهدٌ مأساوي في تفاصيله المؤلمة، مشهدٌ تجسد بمذبحة وظيفية حوثية لشريان حياة اليمنيين، والتي تمثلت بحرمان 160 ألف موظف من ممارسة حقهم المشروع ... هكذا يبدو أن ما يجرح طيفك وطيفي في مضيق هذا الزمان العبثي الحوثي وهذا المكان المنكوب هو أن نظل نتبادل صورًا ومشاهد وقصص ضحايا اليمنيين في "بلادنا" أكثر عما كان وعما هو كائن وعما سيكون بالتطابق مع صورة ضحية أخرى يرسمها الحوثي لنا في كل ثانية بقوة اللاهوت والسيف معًا، وفقاً لموازين طائفية تتحول بصورة دائمة إلى عصابة حوثية إرهابية، حولت أحلام اليمنيين إلى مستقبل مجهول .. فـفي كُلِّ بيتٍ جريح وبَكُلِّ بُستَانٍ ضريح.    فَـزمانُنَا زَمَنٌ حوثي قبِيحٌ، وطنٌ يُباعُ لإيران وهوية تطمس وأُمَّةٌ ثكلى تُساق إلى المزاد، فـلم يبقَ مِن فُرسانها غيرُ الصَّهيل وأغنيات الحُزن أشلاء الجِياد ...  لم يبقَ من نيرانها غير السَّبايا والرماد، لم يبقَ من كُهَّانها إلَّا سجون القهر أوكار الفساد ماذا سنفعلُ نَحْنُ اليمنيون في هذا المزاد؟ والطفل والأم ورقعة الفقر في وطني تلبسُ أثوابَ الحداد ... فلمن سأشكُو يا أبى؟ لمن سأشكُو يا أبى؟ 

ليس ذلك سؤال الغريب للغريب بقدر ماهو حزن صوفي على هوية يمنية تاريخية، يمارس عليها أبشع أنواع القهر والتعذيب والإقصاء الوظيفي من قبل عصابة الحوثي، التي أمعنت بتحويل تطلعات أبناء الشعب اليمني إلى أفقٍ مظلم بحرمانهم من حقهم الوظيفي المشروع، وتصفية الكوادر التربوية في المدارس والجامعات ليتسنى لها صناعة جيل عنيف متشدد غير متسامح وصبغ المجتمع اليمني بلونها الطائفي الدخيل.

فـفي الذاكرة فردوس مفقود وفِي اليمن لا مكان للفرح الصغير، فلم يعد بعد هذه المذبحة الوظيفية الحوثية التي أدانتها هيئة رئاسة مجلس النواب كممثل شرعي للأمة اليمنية، أي مبرر لكل هذا الصمت والحياد من قبل المنظمات ذات العلاقة ومنظمات حقوق الإنسان، لاسيما أنهم يرفضُون فتح نوافذ أبصارهم على العالم أو قراءة الصحف والمجلات الأجنبية، حتى لا تنتقل إليهم جرثومة الفكر الحر وقاموس حقوق المواطنين في وطن حزين ضائع كرُفاتِ قلبٍ ضاقَ بالأكفانِ.

فلتسقط الكرنفالات التنكرية ولنكفّ فوراً عن هذه الدبلوماسية والصمت المتواصل تجاه ما يحدث للإنسان والإنسانية في "اليمن" من قبل مليشيات الحوثي المارقة، ولنقف صفًا واحداً إلى جانب صوت الشعب الذي انبثق من رحم معاناة اليمنيين، وأدان بأشد العبارات هذه الممارسات الحوثية بحق العاملين في القطاع المدني للدولة، لاسيما أنّه لا يمرّ يومٌ واحد بلا مجزرة ولا يمرّ يومٌ واحد ليرتاح اللون الأحمر من الصراخ، لذلك ينبغي علينا أن لا نذهب وأن لا نعود إلّا في ما يجعل هذه القضية تكوينًا على تكوين حقيقي وإن اختلفت طريقة التضامن في الوصول إلى تطلعات وآمال الشعب اليمني.