على هذا الوهج من النضال الفلسطيني وحتمية الإنتصار اليوم سيتحدث التاريخ وهو يبكي على احتجاز وتعذيب أكثر من خمسة آلاف أسير فلسطيني، إن شمس فلسطين بقيت في أعينهم مُحررَة وأن قلوب أبناء فلسطين لازالت تضربُ في صدورهم "كناقوس" في أحد أديرة الناصرة .
وأن الإسرائليين مازالوا على استمرار ممارستهم لمختلف أنواع الأنظمة القمعية ، قهراً - وظلماً - وتهجيرًا ، فقد حاولوا إقناعهم بالبقاء في مملكة الله ليتخلوا عن مملكة الأرض وعن قضيتهم العادلة ، لكنهم أصروا أن يكونوا مطيعين لله على أرض القدس وخدّامين للقدس في مملكة الله لم يتنازلوا عن شيء ولم يقدموا فعل الندامة أو يعتذروا لأحد لأنهم أحبوا القدس صدقاً وإيماناً فالحب الكبير لا يحترف الإعتذار .
كانوا يتمددون داخل أسوار السجون وكانت ذاكرتهم حينذاك تطير كل ليلة كالنجوم فوق ضمائر حكام الدول العربية النائمة، لتقرع طبول الحرب وتضيء المآذن وتعلن عن ميلادِ فجرٍ جديد.
هنا على هذه الأرض المحتلة وعلى هذه الأحزمة الإلكترونية المحرّمة لقطات لحياةٍ شعثاء ذاكرةٌ ترتطمُ بجهاتها .. صورٌ تتكون وأُخرى تُستعاد طفولة غابرة وجوهُ أحباب وأعداء .. هنا أسير نحو أرض الزيتون : زائراً ؟ عائداً ؟ لاجئاً ؟ مواطناً ؟ ضيفاً؟ منتصراً؟ لا أدرى! فلم نعد نحلمُ الآن بشيء هنا تبدأ فلسطين وينتصر الأقصى.