تستطيع أن تختلف مع النظام السياسي المصري وتستطيع معارضته، لكنْ أن تتمنى إصابة مصر في شريانها الحيوي وعمودها الفقري، أن تتمنى إصابة مصر في نيلها، فهذا أمر يثير الإشمئزاز والقرف.
وأنا هنا لا أدافع عن مصر بدافع عروبي قدرما بدافع إنساني: لو كانت مصر في وضع أثيوبيا وأثيوبيا في وضع مصر، وقررت مصر بناء سد النهضة وإلحاق الضرر بالنيل، لوجدت الأمر أيضاً أمراً مرفوضاً وغير مقبول.
لا أعتقد أن من حق أي بلد أن يقطع نهراً لأنه بلد المنبع ولا لأنه يمر به، ليس من حق أي بلد هذا.
لقد ارتكبت تركيا جريمة مشابهة، حين بنت السدود وألحقت ضررا بالغاً بنهري دجلة والفرات والأنهار الصغيرة المتفرعة منها في العراق. لقد جفت مناطق شاسعة من النهرين، وتحولت قاعاً صفصفاً. وقد حدثت هذه الجريمة التاريخية ببساطة وكأن نهري دجلة والفرات لم يكونا هنا يوماً.
سواءً كنت مصرياً أو عربياً أو فرنسياً أو حتى أثيوبياً، أعتقد أن عليك كإنسان يحترم نفسه ويحترم حياة الناس ومصدر عيشهم ومائهم ويحترم كوكب الأرض وتنوعه البيئي أن تقول: لا لسد النهضة! لا لإلحاق الضرر بالنيل تحت أي ذريعة!