السبت ، ٢٣ نوفمبر ٢٠٢٤ ساعة ٠٧:٢٠ مساءً

كيف يصلحوا "السنسلة" لما تخترط يا أخ محمد؟

فكري قاسم
السبت ، ٢٥ يناير ٢٠٢٠ الساعة ٠٥:٤٨ صباحاً

الأخ محمد علي الحوثي.. شفتك تسوق السيكل في الشارع العام زي عبد الحليم حافظ ورجلك مطروحه فوق البيدل مثل أي سواق عظيم يتفقد أحوال الرعية، وبما أني خبير سياكل أشتي أنصحك بشيء مهم يمكن ينفعك في المستقبل لما تسوق متور.

شوف يا حبوب، لما تخترط عليك السنسلة وأنت تسوق السيكل، أيش لازم تعمل عشان تصلحها والسيكل يرجع يمشي تمام؟ المعروف أن الواحد لازم يبدأ أول حاجة يشبك السنسلة في أسنان عجلة التاير الخلفي للسيكل، سابر؟ وبعدين يمد السنسلة ويطرح أخزاقها بيده فوق ثلاث أو أربع من أسنان الدائرة الكبيرة للبيدل.. سابر؟ وبعدين يقوم بتحريك الدعسة بيده أو حتى برجله حتى تدخل أسنان البيدل كلها في أخزاق السنسلة المخروطة، وهكذا تتركب السنسلة والسيكل يمشي والعجلات تدور.

ولا يمكن بأي حال من الأحوال يا أخ محمد أن تدور التواير وتتحرك السنسلة ويمشي السيكل في الطريق من دون أن تجره أسنان البيدل الكبيرة وهي بمثابة القوة الدافعة التي تسحب السنسلة وتجر التاير الخلفي من أسنانه القليلة وتدفعه إلى الأمام ويمشي بالسيكل حقه في الشارع العام وهو داغز ريش.

وأما ليش أقولك هذا الكلام، فذلك لأن سنسلة السيكل حق بلادي اليمن اخترطت علينا في الطريق ونبعتوا لنا بالبنادق والأوالي ومابلا وإلا تصلحوا السنسلة تسوقوا السيكل بالصميل، بالقوة، بالبيدل الهاشمي وبسنسلة آل البيت وبتواير إيرانية، وخمس سنوات لليوم يا خوك والسيكل حقنا واقف وخربان، والسنسلة مخروطة، والبيدل تعبان، وأنت وجماعتك فوق رؤوسنا بالبنادق والأوالي ومصممين وبراسكم ألف سيف مابلا والا تصلحوا السنسلة المخروطة بالعفاطة!

 

طيب صلحوا السنسلة واعملوا لكم شوط بالسيكل، ما فيش مشكلة، كلنا يمنيين والسيكل حقنا كلنا واليمن بطولها وعرضها وتنوعها واختلاف ثقافاتها ومذاهبها هي، في السيكل، بمثابة الأسنان الكثيرة والكبيرة للبيدل، والحوثيين والهاشميين وآل البيت هم في الأساس فئة من المجتمع، طائفة واحدة، أسنانها قليلة ومحدودة مثل أسنان التاير الخلفي، ومع هذا مصممين مابلا والا تصلحوا السنسلة المخروطة بالاعتماد على أسنانكم القليلة واحنا نقولكم ما يسبر، ما يصلح، ما يخطى السيكل إلا بقوة دفع أسنان البيدل الكثيرة، لكن الغرور والزنط أعمى كم من سواق سيكل بيدل، مش إلا أنتم وبس.

أذكر أني التقيت بك في العاصمة صنعاء سنة 2016 قبل ما تسوق السيكل وتتمشى به بين الناس في الشارع العام  كنت أيامها عادك مخبى من العامة في بيت محد داري به، ورتبت لزيارتك كوسيط لإطلاق سراح الدكتور "عبد القادر الجنيد"، وكنت في بيت عادي مفروش بموكيت جديد وجالس في الأرض فوق الموكيت كأي يمني متواضع وبسيط وصل إلى العاصمة والنفوذ بقوة السلاح، وسألتك يومها "ولا ايحين عتجلسوا مبندقين هكذا يا أخ محمد؟ وهل تعتقد أن اليمنيين ممكن يقبلوا بهذه الطريقة في الحكم؟ وأنتم كنتم أصحاب مظلمة واليوم حكام يشتكي الناس من ظلمكم؟". وكان جوابك جواب إنسان مظلوم، وقلت لي بالحرف الواحد لو تتذكر "ياذاك ما كانوا يعاملونا حتى على ان احنا يمنيين وحتى ما كانوا يرضوا يقطعوا لنا بطائق شخصية"، وهذا أمر مؤثر تعاطفت به معك ولما سألتك "والحل ذلحين ما هو؟ نجس نتحارب ونتقاتل على البطائق لا ايحين؟". كان ردك حلو برضه ومنطقي وقلت لي "في الأخير عنوصل لتسوية ساع التسوية حق أيام الجبهة، يدمجوا مقاتلينا في الجيش وصلى الله وبارك".

انتهى لقائي بك يومها من دون إقناعك بالمساعدة لإطلاق سراح الدكتور عبد القادر الجنيد، واليوم الدكتور حر طليق في بلاد أخرى وأنت لم تعد تتخبى في نُزلك، وأنا ونازحو هذه الحرب التي أشعلتموها منسب يصرفوا لكم بطائق، يا رحمتاه لمنا، عايشين حياتنا اليومية بلا بطائق، بلا جوازات، بلا بيوت، بلا رواتب، بلا وظائف، بلا بلاد، بلا أمان، بلا جيش تندمجوا فيه، وما معانا حتى سيكل نعمل به شوط، ولما شفتك تسوق السيكل في الشارع العام وأنت مُفلت ولا تقتلب ولا تصدم، فرحت وخفت لو تخترط عليك السنسلة وأنت تسوق وما تعرف كيف تصلحها!