شكرًا الائتلاف الجنوبي موقفك المشرف

صالح باعوضه
الثلاثاء ، ٣١ مارس ٢٠٢٠ الساعة ٠٨:٣٣ مساءً

يدرك الأحرار من أبناء الوطن أن اليمن يمر بمنعطف هو الأخطر على الإطلاق، ويتعرض لمؤامرات تستهدف حريته وكرامته وديمقراطيته ووحدته ونسيجه الاجتماعي، وهذه المرحلة الصعبة تضع الجميع أمام خيارين لاثالث لهما، إما الانضمام للصف الجمهوري والدفاع عن مشروع الدولة، أو الارتهان لأعداء للوطن والتماهي مع المشاريع الصغيرة وإقناع النفس بصوابيتها. 

الائتلاف الوطني الجنوبي المكون السياسي الكبير، والذي يحوي تحت جناحيه كافة ألوان الطيف السياسي الجنوبي، والذي ذاع صيته في الفترة الأخيرة، أثبت أنه مشروع وطني جامع، وسجل موقفًا مشرفًا بمناصرته للقضايا الحقه، ودفاعه عن المناضلين الأحرار الذين أثبتوا حبهم وإخلاصهم لوطنهم وأبناء شعبهم، وفي المقدمة القيل اليماني المناضل صالح الجبواني وزير النقل المستقيل وعضو هيئة رئاسة الائتلاف الوطني الجنوبي. 

أصدر الائتلاف بيانه بعد ساعات من تقديم الوزير الجبواني استقالته، احتجاجًا على إيقاف معين عبدالملك له، وهو الشخصية الوطنية التي عرفت بوقوفها الشجاع والحازم أمام المشاريع المناطقية والتشطيرية، رغم الإغراءات التي عرضت عليه ليغض الطرف عن ممارسات الإمارات ومليشياتها في جنوب الوطن، إلا أن الرجل ضحى بالجاه والوزارة في سبيل حرية ووحدة وطنه وشعبه. 

إزاء ذلك لم يكن أمام الائتلاف الوطني الجنوبي بقيادة الشيخ أحمد صالح العيسي من بد.. بعد الرؤية السياسية المشرفة التي أسس عليها بنيانه، والأهداف الوطنية التي أشهر من أجل تحقيقها فروعه في المحافظات.. إلا تسجيل ذلك الموقف المشرف لله ثم للشعب والتاريخ، في صفحة سجله الناصع، التي صنعت من نضالات الأحرار في جنوب الوطن وشماله. 

وكما توقعنا جميعًا وقف الائتلاف أمام المستجدات التي تمر بها البلاد، بكل شفافية وحزم وأبدى استغرابه من الإجراءات التي اتخذها رئيس الوزراء بحق المناضل الجبواني، وأصدر بيانًا هامًا بشأنها، معبرًا عن أسفه للعجز الذي وصلت إليه الحكومة بقيادة معين عبدالملك وداعيًا القوى السياسية للتداعي واتخاذ موقف مشرف إزاءها، مؤكدا ان إيقاف رئيس الوزراء لوزير النقل صالح الجبواني عن العمل يعد مخالفًا للقانون المنظم لمسألة إيقاف الوزراء وبعيدًا عن التوافق السياسي والوطني. 

يأتي هذا الموقف المشرف للائتلاف الوطني الجنوبي انطلاقًا من تعهداته التي قطعها على نفسه وعلى منتسبيه وأنصاره بالوقوف مع الثوابت الوطنية ونصرتها، والمشاركة الفاعلة في معترك استعادة الدولة، وبناء اليمن الاتحادي الجديد، على كل المستويات العسكرية والأمنية والسياسية والاقتصادية، باعتبار ذلك خيارًا مرسومًا له منذ اللحظات الأولى لتأسيسه.

إذن هي ملحمة بطولية يخوضها الأحرار من أبناء اليمن، بينت الغث من السمين، والوطني ممن باع نفسه بدراهم معدودة، ملحمة سيتذكرها الأجيال وسنرويها لأطفالنا جيلاً بعد جيل ليعلموا أن أباءهم لم يصبروا على ضيم ولم يرتهنوا لأدوات مأجورة باعت نفسها للشيطان.