ما كنا نقوله في 2011م عن مخاطر التثوير في اليمن أصبح رؤية حاكمة لاتجاهات داخل فبراير بعد أن تعقلنت بفعل الصدمات.
أما أصحاب الطوبى أو الباحثين عن ارتزاق، فما زالوا داخل معضلتهم يعمهون رغم التحولات الجذرية والوقائع والتي جعلت المجنون الثوري يعقل إلا همّ فأصبحت القصة نفسية أو حرفة.
لا يمكن لهذه الانفعالات الثورجية التي يتم إعادة إنتاجها بخليط التناقضات، إلا أن تزيد تعقيدات الصراع، لأنها تمارس الحجب لمشاكلنا ويتم توظيفها في صندوق المعضلة اليمنية.
لا يوجد في اليمن قوى ثورية وإنما كتل ثأرية تدير حروباً سلمية وقهرية في لعبة ثأرات ومكبوتات نفسية مزينة بالثورة وشعاراتها، والأخطر انتهازيات أنانية متطرفة ثوريا، ومرتبطة باستراتيجيات المصالح الخارجية المتناقضة.
مصالح كبار المتصارعين في لعبة الثورجية هي الأصل مع أو ضد لا فرق!!!
هذا لا يعني أن الأبرياء المخلصين الصادقين غير موجودين. إنهم الأكثرية المطحونة في لعبة الأبالسة!!!
لو تعلمنت الجمهورية، ولم يخترقها الإسلام السياسي ودراويش الأدلجة الساذجة، ما تمكن الحزب الإمامي من بعث نفسه باسم الله والنبي، وتقيأ قبحاً وجريمة في ذهنيات جاهزة.
كل شيء كان جاهزاً فقط تم تغيير الموجة لصالح الدجال وعرقه بالقوة والقهر وتحطيم بقايا قوة الدولة الجمهورية.
يقول ابن رشد "التجارة بالأديان هى التجارة الرائجة فى المجتمعات التى ينتشر فيها الجهل، وإذا أردت أن تتحكم فى جاهل فعليك أن تغلف كل باطل بغلاف ديني".
ومن نكبات اليمني الكبرى والتي لن تنسى أبداً، ووصمة في جبين التاريخ اليمني، أن يخرج في القرن الواحد والعشرين في عصر الكوانتم وحقوق الإنسان وغزو الفضاء، كهفيان ماضويان دجالان عنصريان ويريدان أن يحكما بلادنا بالخرافة والسطو والدم!
أن يخرج عنصري في زمن ما بعد بعد الحداثة ليجعل المؤمنين بالدين عبيداً يتعبدون الله في محراب الولاية من أجل أصنام أنظفهم يفتي للصوص وينتظر نصيبه زكاة خُمس، ونكبته الأخرى أن الاخونج اخترقوا الجمهوري بوعي أحمق، وبوعي جهز الأمر كليًا للجريمة، ثم يتهمون العالم كله باخطائهم إلا هم فقد خلقهم الله قداسة لا تقل عن قداسة أهل الولاية!!
لقد جربنا ممكنات الإلغاء والإقصاء، ومارسنا فذلكات لإدانة الآخر وتبرئة الذات وبالأخير ما النتيجة؟ خسائر متراكمة.
مارسنا الكراهية ضد بعض وبشتى الأقنعة، وجنينا ضياع وطن.
تحزبنا وتعصبنا ومارسنا كل أنواع الإدانات المتبادلة ولم نربح غير الخيبات.
تجربة كافية وليست الحوثية إلا خلاصة فشلنا.