أقام المركز اليمني المستقل للدراسات الاستراتيجية، يوم الأربعاء 05 يونيو 2024، ندوة تحت عنوان "الوضع الصحي في اليمن في ظل الأزمات والحروب"، قدمت خلالها خمس أوراق عمل.
ملخص المشاركة.
الورقة الثالثة فقد تحدث فيها البروفيسور سمير عبدالغني طارش، أستاذ علم الدم ونقل الدم- كلية الطب والعلوم الصحية بجامعة صنعاء، وكان ذلك حول "الضحايا المنسيون: مرضى السرطان في المشهد الذي مزقته الحرب في اليمن". حيث يرى البروفيسور طارش أن الجانب الصحي تضرر فيه الخدمات الطبية والرعاية الصحية بشكل كبير جدا وظهر ذلك جليا في تدني الخدمات الصحية في المستشفيات ومراكز الأورام في كل المحافظات وبالذات في مناطق سيطرة المليشيات الحوثية وتمثل ذلك بالنقص الحاد في الكادر المؤهل والأدوية وكذا الأجهزة والمعدات والمستلزمات الطبية، مما جعل الوصول إلى الرعاية الصحية الأساسية صعبًا للغاية، فنقص الموارد الطبية والأدوية يزيد من تدهور جودة الرعاية الصحية التي يحتاجها مرضى السرطان، ويعرقل قدرتهم على الحصول على العلاج اللازم. كما تطرق البروفيسور طارش إلى الضغوط النفسية والاجتماعية الهائلة التي يواجهها مرضى السرطان نتيجة لعدم الاستقرار والحرب، الأمر الذي يجعلهم يعيشون في ظروف قاسية وغير مستقرة، مما يؤدي إلى تدهور حالتهم النفسية ويؤثر سلبًا على عملية التعافي. أيضاً أكد البروفيسور طارش أن قطع مرتبات الموظفين من بين التحديات الرئيسية التي تواجه الأسر في اليمن، فالعديد من الأسر أصبحت بلا دخل ثابت، مما زاد من الفقر وأدى إلى تفاقم معاناة مرضى السرطان. أيضاً تحدث البروفيسور طارش عن تهريب الأدوية ونقص المصادر الآمنة للدواء وقدم مثال على ذلك الجريمة التي ارتكبت بحق مرضى سرطان الدم في مستشفى الكويت في صنعاء أين قتل 18 طفلاً مصابًا بسرطان الدم في مستشفى الكويت، إثر تزويدهم بدواء منتهي الصلاحية في أكتوبر 2022. كما تطرق إلى نقص الأدوية غالية الثمن وتأثيرها على علاج الأورام، وإلى الأضرار الناجمة عن تعاطي القات والشمة والسجائر، وجميعها مصادر رئيسية للعديد من أنواع السرطان. وأشار البروفيسور طارش إلى أنه من أهم معاناة المواطنين وبالذات في العاصمة عدن هو عدم النجاح في تشغيل محطات الكهرباء لضمان توفير بيئة صحية ومستقرة للمرضى. أخيراً أكد البروفيسور طارش أنه من أجل تلافي تفاقم الأوضاع الصحية في اليمن يجب أن تكون الأولوية لاستعادة الدولة من يد المليشيات الحوثية، التي تدمر اليمن وتؤثر سلبًا على كافة جوانب الحياة. كما يجب تحسين الحياة المعيشية في المحافظات التي تديرها الحكومة الشرعية.
https://www.facebook.com/share/p/SMe3eanFsLSYHfxq/?mibextid=TrneLp