الجمعة ، ١٥ نوفمبر ٢٠٢٤ ساعة ٠٢:١٨ صباحاً

الغضب المستمر واحد من أهم أعراض الإصابة بهذا المرض لدى الرجال

عند إجراء تشخيص للإكتئاب عادة ما يبحث الأطباء عن أعراض مثل الوحدة، مشاعر القلق والحزن أو التعب المستمر. بالإضافة إلى أعراض أخرى مثل اضطرابات النوم والانسحاب من الحياة الاجتماعية. لكن نادراً ما يتم طرح هذا السؤال على المريض: “هل أنت غاضب دوماً؟” فقد وجدت دراسة أمريكية مؤخراً أن مرض الاكتئاب لدى الرجال يمكن أن يظهر في شكل غضب أو تصرفات عدوانية، وفق ما نقلت مجلة “فيت بوك” الألمانية.

 

توصلت نتائج دراسة برعاية المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC) إلى أن الطريقة المعمول بها في تشخيص الاكتئاب لدى الرجال بالولايات المتحدة، قد لا تكون كافية. “تنظر مقاييسنا لتشخيص الاكتئاب إلى ما إذا كان المريض حزيناً، وحيداً ومنعزلاً. وقالت جودي فراي، المشرفة على الدراسة، في مقابلة مع موقع “إنسايدر”: “ماذا لو ظهر الاكتئاب لدى الرجال من خلال أعراض مثل الغضب والعدوانية؟”.

إعادة النظر في تشخيص الاكتئاب!

من أجل إجراء دراستها هذه، تابعت أستاذة العمل الاجتماعي في جامعة ميريلاند 500 رجل في سن العمل (تتراوح أعمارهم بين 25 و64 عاماً) من ميشيغان على مدى خمس سنوات. وتبين أن العديد منهم معرضون لخطر الانتحار رغم عدم تشخيص حالتهم بمرض الاكتئاب. وبدلا من ذلك، فقد وجدت أن هؤلاء معرضون لخطر متوسط إلى مرتفع للغضب. كما تشير نتائج الدراسة إلى أن 10إلى 15 بالمائة من الرجال الذين يعانون من الاكتئاب لا يستوفون معايير طرق التشخيص التقليدية .

وتوضح فراي: “علينا أن نعترف بأن الرجال قد يعانون من الاكتئاب بشكل مختلف عما تعلمناه”. وتابعت: “على سبيل المثال، هل يمكن أن يكون الزميل الغاضب الذي لا يحبه أحد مكتئبًا بالفعل؟”. في حين أن العديد من الأشخاص قد طوروا الآن وعياً بمرض الاكتئاب وأعراضه مثل الوحدة أو الحزن، فإن الأمور مختلفة عندما يتعلق الأمر بعرض مثل الغضب. وتضيف فراي: “كثيراً ما أفكر بالعامل في منتصف العمر الذي يشعر بالغضب والانزعاج من كل شيء. لا أحد يريد أن يكون بالقرب منه. إنه مزعج وليس لدينا أي تعاطف معه. على الأقل ليس بالطريقة التي نتعامل بها مع زميلنا الذي يعاني عادة من الاكتئاب”.

تشير نتائج هذه الدراسة إلى أن هناك حاجة إلى إعادة النظر في تشخيص مرض الاكتئاب – خاصة عند الرجال – من أجل مساعدة المتضررين بشكل أفضل. من جهة أخرى هناك أيضاً ضرورة إلى توعية الأشخاص الآخرين بأعراض مثل الغضب من أجل فهم أفضل للمتضررين في محيطهم المباشر وتقديم المساعدة لهم إذا لزم الأمر.