عثر باحثون على شجيرة أسترالية محلية لها تاريخ طويل من الاستخدام الطبي من قبل السكان الأصليين في أستراليا لاحتوائها على مركبات يمكن أن تساعد بعلاج مرض السرطان والاستجابة بشكل أفضل للعلاج الكيميائي.
ووجد الباحثون أن المستخلصات الخام للأوراق اللزجة من الشجيرة الصحراوية ”Eremophila galeata“ تمنع الخلايا السرطانية من دفع الدواء للخارج عبر ”مضخات التدفق“.
والجدير بالذكر، أن السكان الأصليين استخدموا لآلاف السنين مادة الراتينغ (وهي إفراز عضوي يحوي المواد الهيدروكربونية من النبات) من هذه العائلة الأسترالية من النباتات المزهرة، والتي يُترجم اسمها إلى ”محبة الصحراء“، لتعزيز الصحة أو كمادة لحالات الجلد.
بسبب "أوميكرون".. "الصحة العالمية" توصي من تجاوزوا الـ60 بتأجيل السفر أوميكرون.. بارقة أمل على ذمة فاوتشي وبدأ مشروع البحث الدولي بالبحث في الطبيعة عن حل لمشكلة مقاومة الأدوية في علاج السرطان، وتتمثل إحدى الآليات الشائعة التي تستخدمها الخلايا السرطانية لمقاومة العلاج الدوائي في إزالة عقاقير العلاج الكيميائي بشكل فعال من الخلايا السرطانية باستخدام ما يسمى ”بروتينات مضخة التدفق“.
وتم تطوير عدة أجيال من مثبطات مضخة التدفق لمحاولة منع آلية الدفاع الخلوي هذه وتعزيز فعالية العلاج الكيميائي، ومع ذلك، كانت هذه الأدوية المثبطة سامة بشكل محبط، مما دفع العديد من الباحثين إلى البحث على نطاق أوسع عن طرق طبية جديدة؛ مثل البحث في الطبيعة عن جزيئات جديدة ذات خصائص مثبطة لمضخة التدفق الأكثر أمانًا.
وأوضح الباحثون، أن المستخلصات التي عثروا عليها تعمل على إزالة الدفاع الذي تستخدمه خلايا سرطانية لطرد علاجات مثل العلاج الكيميائي من ”أجسامها“.
ووفقًا لفريق البحث، تم فحص النبات مع التركيز على تعقب أي مركبات كيميائية يمكن أن تعيد حساسية الخلايا السرطانية المقاومة لمادة تسمى ”SN-38″، وهي العنصر النشط في أدوية العلاج الكيميائي المصممة لعلاج سرطان الرئة والقولون.
وأشار الباحثون إلى أن النبات أثبت قدرته على تثبيط قدرة الخلايا السرطانية على مقاومة “ SN-38″، لذلك شرع الباحثون بعد ذلك بتحديد المركبات المفيدة بالضبط.
بدوره، قال عالم النبات بـ“جامعة كوبنهاغن“ الدنماركية، دان ستيرك: ”لدينا بالفعل منتجات تمنع مضخة التدفق، لكنها لا تعمل على النحو الأمثل، لأنها ليست محددة بما يكفي ويمكن أن يكون لها الكثير من الآثار الجانبية“.
تاريخ طبي طويل.. وخصائص أخرى
وأكد العلماء أن نبات ”Eremophila galeata“ كان دافعًا قويًا لهم ومرشحًا واعدًا للبحث عنه، ليس فقط لأنه يمتلك تاريخًا طويلًا في الاستخدام الطبي ولكن أيضًا لاحتوائه على مركبات ”الفلافونويد“.
ومركبات ”الفلافونويد“ هي نوع من المركبات النباتية التي ثبت أنها تمنع البروتينات الناقلة التي تضخ الدواء خارج الخلية، وهذه المركبات أيضًا غير سامة بشكل عام، وتمتلك تنوعًا كيميائيًا عاليًا، ولها نشاط حيوي واعد، مما يجعلها ذات قيمة للاستخدام السريري.
وتم العثور أيضًا في الماضي على أنواع أخرى من النبات تحتوي على مركبات ”الفلافونويد“ التي تمنع نشاط مضخة التدفق، وتظهر بعض هذه النباتات أيضًا خصائص مضادة لمرض السكري، والفيروسات، والبكتيريا، وأخرى مضادة للالتهابات.
وعند اختبار نبات ”Eremophila galeata“، وجد العلماء أن الراتينغ من هذا النوع كان قادرًا على زيادة تأثير العلاج الكيميائي على خلايا سرطان القولون ”HT29“ بشكل ملحوظ. ويشير اختبار تراكم الصبغة إلى أن مركبات ”الفلافونويد“ في الراتينغ منعت عددًا كبيرًا من مضخات التدفق الموجودة في هذه الخلايا السرطانية.
وأكد الباحثون أنهم متفائلون بأن هذا الاكتشاف قد يؤدي إلى تحسين علاجات مرض السرطان وأمراض أخرى، حيث قالت ماليني بيترسن، عالمة النبات من ”جامعة كوبنهاغن“: ”من المثير للاهتمام أن البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية – على سبيل المثال – تنتج كميات كبيرة من مضخات التدفق المتطابقة تقريبًا، مما جعلها جيدة للغاية في ضخ المضادات الحيوية من الخلايا“.
وأضافت: ”هذه المادة الطبيعية (الفلافونويد) تستهدف بروتين المضخة المحدد، مما يجعلنا نتوقع ما إذا كان يمكن أن يلعب دورًا بعلاج مقاومة المضادات الحيوية أيضًا“.
من جهته، قال ستيرك إنه يعتقد ”أنه من المحتمل وجود مركبات في النباتات الطبيعية تعمل بشكل أفضل من مركبات الفلافونويد المكتشفة حديثًا.. إن الهدف طويل المدى هو تحديد هذه الجزيئات ثم تصنيعها لصنع علاجات دوائية مستدامة في المستقبل“.