الكبد هو عضو حيوي، ضروري للاستقلاب وطرد السموم من كل ما يدخل أجسامنا—طعام، عقاقير، كحوليات وسموم. إنه يحمل حمولة ثقيلة. خلايا الكبد يجب أن تنتج مجموعة واسعة من الإنزيمات, القادرة على تجزئة العناصر الغذائية (مثل الدهون والبروتينات الغذائية) والسموم المحتملة، وإنتاج الطاقة في نفس الوقت، وبناء مئات المركبات الأساسية، مثل البروتينات والكربوهيدرات والدهون لخلايانا. يخزن الكبد السكر والفيتامينات ويطلقها حسب الحاجة. إذا تضرر الكبد يمكن أن يكون لذلك عواقب صحية خطيرة. لحسن الحظ، تحتوي خلايا الكبد على أنظمة إصلاح داخلية تحارب الجذور الحرة باستمرار وتعيد بناء مكونات الخلايا التالفة. ومع ذلك، عندما تصبح هذه الأنظمة التي تحفظ نفسها بنفسها معرضة لخطر زائد، يمكن أن يحدث ضرر.
التهاب الكبد وتليف الكبد يمكن أن يكونا بسبب العدوى، والإشعاع، والكحول، وغيرها من المسممات (مثل المبيدات الحشرية والمعادن الثقيلة والسموم) وحصوات المرارة (خمول الصفراوية) وسوء التغذية، والأدوية الموصوفة، والسرطان.
يؤثر مرض الكبد الدهني غير الكحولي (NAFLD) على حوالي 3٪ من السكان في الولايات المتحدة ويرتبط بالسمنة، ومرض السكري من النوع الثاني، ونسبة الدهون في الدم، ومقاومة الأنسولين. يصاب بعض الأشخاص الذين يعانون من مرض الكبد الدهني غير الكحولي بالتهاب (تنكس دهني) يمكن أن يتطور إلى تليف في الكبد.
يرتبط التهاب الكبد بارتفاع إنزيمات الكبد، ويمكن تشخيصه من فحص الدم الروتيني. عادة، عندما توقف المادة المسببة لذلك، تعود إنزيمات الكبد إلى طبيعتها. ومع ذلك، عند عدم توقفها، قد يصبح من الضروري تناول المكملات لأن العلاج الطبي التقليدي محدود للغاية. في بعض الأحيان يجب على الفرد الاستمرار في تناول الدواء الضار على الرغم من أنه يسبب زيادة في أنزيمات الكبد. يمكن استخدام المكملات لاستعادة وظائف الكبد الطبيعية، على سبيل المثال، عن طريق مضاد أكسدة التي تحميها، وتمكين المرء من مواصلة تناول الأدوية المطلوبة.
بينما يعمل الكبد على إصلاح نفسه، تتشكل أنسجة متليفة وتضعف وظائف الكبد (تليف الكبد). إذا استمر تليف الكبد بدون فحص، فقد يصبح مهدداً للحياة. الأسباب الأكثر شيوعاً لتليف الكبد هي فيروس التهاب الكبد الوبائي C، وأمراض الكبد المرتبطة بالكحوليات، وأمراض الكبد الدهنية غير الكحولية، والتهاب الكبد B.
لمساعدة الكبد على العمل بشكل أفضل ومكافحة الإصابات والتعافي من التلف، قد تكون المكملات التالية مفيدة إلى حد كبير: إس-أدينوزيل الميثيونين (SAM-e), البيتين, بولينول فوسفاتيديل الكولين, الشزندرة, الديبق, الرهوديولا, حليب الشوك, الكركمين, والتركيبات العشبية الصينية.
تقييم البحث عن المكملات الغذائية لأمراض الكبد يجب إجراء بحوث على الحيوانات والأنسجة قبل الموافقة على الدراسات السريرية للبشر. ومع ذلك، يجب أن نكون حذرين بشأن تحقيق آثار إيجابية في القوارض إلى آثار محتملة في البشر، وخاصة في دراسات الكبد حيث توجد اختلافات بيولوجية بين كبد القوارض والكبد البشري.
1. إس-أدينوزيل المثيونين (SAM-e) SAM-e هو عنصر استقلاب طبيعي تماماً موجود في جميع خلايا الجسم حيث يعمل في أكثر من 100 مسار كيميائي حيوي. نظراً لأن إس-أدينوزيل المثيونين هو جزيء شديد التفاعل، فإنه يتأكسد بسرعة عند تعرضه للهواء. يجب على المستهلكين شراء منتجات إس-أدينوزيل المثيونين ذات الجودة العالية لضمان الفعالية الكاملة.
أظهرت العديد من الدراسات أن إس-أدينوزيل المثيونين يحسن وظائف الكبد ويُحسّن نتائج اختبارات وظائف الكبد غير الطبيعية في المرضى الذين يعانون من تليف الكبد أو التهاب الكبد بسبب الكحوليات، أو المخدرات، أو السموم، أو الالتهابات، أو حصى المرارة (بما في ذلك أثناء الحمل). إن إس-أدينوزيل المثيونين ضروري لصنع الغلوتاثيون، وهو مضاد أكسدة قوي يتصدى لهجمات الجذور الحرة. يمكن لإس-أدينوزيل المثيونين أيضاً منع قصور وظائف الكبد الناتج عن الأدوية (كمضادات الاختلاج، ومضادات الاكتئاب، ومثبتات الحالة المزاجية). في دراسة استمرت عامين أُجريت على تليف الكبد الناتج عن الكحوليات، والأطفال المصابين بفيروسات "أ" و "ب"، أدى استخدام 1,200 ملغ في اليوم من إس-أدينوزيل المثيونين إلى زيادة بقاء خلايا الكبد وتأخير عمليات الزراعة..
تعزيز آثار حماية الكبد عندما يكون تلف الكبد أكبر بأكثر من ثلاثة أضعاف المستوى الطبيعي لاختبارات وظائف الكبد، يمكن استخدام بعض المكملات الغذائية لزيادة فوائد إس-أدينوزيل المثيونين.
البيتين (ثلاثي ميثيل الغليكاين) يُشتق من الأحماض الأمينية, الغليكاينية. مصادر البيتين هي المواد الغذائية التي يتناولها المرء وتوليف الكبد لها. تشير الدراسات على القوارض إلى أن البيتين يمكنه إيقاف تلف الكبد وإصلاحه. يمكن أن يزيد البيتين من آثار إس-أدينوزيل المثيونين من خلال زيادة حماية الغلوتاثيون وتحسين قدرة الكبد على تحطيم الدهون. نظراً لوجود اختلافات بين استقلاب الكبد في القوارض والاستقلاب في البشر، يجب إجراء دراسات سريرية للعلاج بالبيتين على المدى الطويل لإثبات قيمته المحتملة في الحد من مرض الكبد غير الدهني (NFLD) وأمراض الكبد المرتبطة بالكحوليات.
بولينول فوسفاتيديل الكولين يزيد من مخزون إس-أدينوزيل المثيونين في الكبد، مما يساعد على الحفاظ على إمداداته لدعم تعافي الكبد.
فيتامينات ب هي عوامل مساعدة ضرورية لاستقلاب إس-أدينوزيل المثيونين. عند استخدام إس-أدينوزيل المثيونين بسرعة أكبر، تزيد الحاجة إلى فيتامينات ب للحفاظ على مستويات إس-أدينوزيل المثيونين.
2. حمض ألفا ليبويك (ALA) حمض ألفا ليبويك (ALA) قد تبين في دراسات الكبد على القوارض أنه يزيد مضادات الأكسدة ويُحسّن من جودة الدهون. على الرغم من أن مكملات حمض ألفا-ليبويك حسنت مستوى مقاومة الأنسولين في المصل ومستويات انتظام الاستجابة المناعية في التجارب التي أجريت على البشر، إلا أنه حتى الآن، لم يثبت أنها تُحسن إنزيمات الكبد في المصل ورواسب الدهون الزائدة في الكبد (التنكس الدهني) في المرضى الذين يعانون من الكبد الدهني غير الكحولي (NAFLD).
3. ديبق كيواي ديبق كيواي له التأثيرات التالية على الكبد: مضاد للالتهابات، مضاد للتليف، يُعزز إنتاج الغلوتاثيون وتجديد خلايا الكبد. المركبات العشبية الصينية التي تحتوي على البوبلور قد تساعد على دعم صحة الكبد. المكملات المصنعة في تايوان أقل احتمالاً للاحتواء على ملوثات.
4. حليب الشوك (السلبين المريمي) حليب الشوك لديه تاريخ طويل من الاستخدام الطبي. تُظهر نتائج الدراسات التي أجريت على القوارض أموراً واعدة، تشمل خصائص مضادة للالتهابات، ومنظمة للمناعة، ومضادة للتليف، ومضادة للأكسدة، ومرممة للكبد. في الحيوانات، يعمل السيليمارين، وهو المركب النشط الموجود في حليب الشوك، على الحد من تلف الكبد الناتج عن الكحوليات، والأسيتامينوفين، والحديد الزائد، والإشعاع، وغيرها من السموم. يُظهر حليب الشوك ارتفاعاً خفيفاً للغاية في اختبارات وظائف الكبد أو بالاشتراك مع مكملات الكبد الأخرى. هناك حاجة لمزيد من التجارب السريرية لتحديد فوائده لعلاج أمراض الكبد.
5. الشزندرة (شزندرة تشينينسيس) تُظهر الداراسات ما قبل السريرية (الدراسات الخلوية والحيوانية) أن خلاصة الشزندرة تحمي الكبد من الإصابة الكيميائية الاصطناعية (xenobiotic). يشارك نشاط إنزيمات الكبد ومضادات الأكسدة ومضادات الالتهاب وتسريع عملية تجديد الكبد في الآليات الوقائية لهذه المستخلصات. أظهرت الدراسات السريرية أن الأدوية المشتقة من الشيزاندرة تحول دون ارتفاع مستويات المصل في إنزيمات الكبد. إن الأدوية التي تعتمد على ثمار الشزندرة (الشزندرة تشينينسيس أو الشزندرة سفيناثيرا) أو نظائرها الاصطناعية من شيساندرين سي، توصف عادة لعلاج إصابة الكبد الناجمة عن المخدرات في الصين. في دراسة أجريت على القوارض، منعت خلاصة الشزندرة تراكم الدهون الزائدة المسبب لتلف خلايا الكبد الناجم عن الكحوليات وعملت على طردها.
6. الرهوديولا أكثر من 20 سلالة من الرهوديولا قد وُجدت نمو في المناخات شديدة البرودة، خاصة في المناطق المرتفعة. أجريت دراسات على بعضها بشكل مكثف على أنها مادة تساعد على التكيٌّف، وهي أعشاب تحتوي على العديد من المركبات النشطة بيولوجياً ومجموعة واسعة من الآثار العلاجية. من بين تلك التي أثبتت أنها تمتلك خصائص حماية الكبد، تم اختبار عدد قليل منها على البشر. الكثير من رهوديولا المتاحة في السوق اليوم يأتي من زراعة واسعة النطاق.
الرهوديولا الوردية (الجذور الذهبية، جذور القطب الشمالي) أكثر من أربعين عاماً من الأدلة البحثية المستمدة من الدراسات التي أجريت على الحيوانات والبشر تدعم الفوائد الصحية للرهوديولا الوردية. أظهرت العديد من الدراسات التي أجريت على أنسجة الحيوانات والكبد أن خلاصة جذور الرهوديولا الوردية لها تأثيرات قوية مضادة للأكسدة ومضادة للالتهابات ومضادة للإجهاد ومضادة للسموم، بما في ذلك الحماية من الآثار السامة للأدوية.
رهوديولا إمبريكاتا و الرهوديولا السخاليني تشير الدراسات على القوارض إلى أن الرهوديولا المتراكب، وهو نوع ينمو في جبال الهيمالايا، له آثار على الكبد.الرهوديولا السخاليني يحمي من السمية الخلوية في دراسة أجريت على خلايا الكبد. هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات السريرية والحيوانية لتحديد ما إذا كانت هذه الأنواع الفرعية يمكن أن تكون فعالة لدى البشر.
7. الكركمين من الكركم (كركم لونغا) الكركمين, هو عنصر طبي قديم، هو مستخلص من الكركم. تشير الدراسات إلى أن له تأثيرات مضادة للالتهابات، ومضادة للتليف، ومضادة للأورام. كان البحث محدوداً لأن مستحضر الكركمين المتوفر الذي يُؤخذ عن طريق الفم كان محدوداً في التوافر البيولوجي، مما يعني أنه لا يمتص جيداً في الجسم.
يجري حالياً استخدام استعدادات حديثة في الدراسات البحثية ذات توافر بيولوجي أفضل وفعالية أكبر.. فمثلاً، في تجربة عشوائية مزدوجة التعمية ومسيطر عليها وفيها علاج وهمي، تم إعطاء المرضى الذين يعانون من مرض الكبد الدهني غير الكحولي (NAFLD) تركيبة الكركمين المشتت غير المتبلور (500 ملغ / يوم يعادل 70 ملغ من الكركمين) أو دواء وهمي مطابق لمدة 8 أسابيع. ارتبط الكركمين بانخفاض بنسبة 78.9٪ في محتوى الدهون في الكبد مقابل تحسن 27.5٪ فقط في المجموعة الثانية. أولئك الذين اُعطوا الكركمين انخفض لديهم أيضاً مؤشر كتلة الجسم ومستويات الكوليسترول الكلي، وكوليسترول البروتين الدهني منخفض الكثافة، والدهون الثلاثية، وأنزيمات الكبد (الأسبارتات أمينوتيرزفيراز، ألانين أمينزفيراز) مقارنة بمجموعة الدواء الوهمي. كان الكركمين آمناً ويتحمله الجسم جيداً. أكدت دراسة ثانية أجريت على مرضى NAFLD أن الكركمين يقلل من نسبة الدهون في الدم وأنزيمات الكبد.