يجتاح مواقع التواصل الاجتماعي منذ سنوات وبلغات عدّة، منشور يحذّر من نبتة الديفنباخيا التي تزيّن البيوت والمكاتب، على أنها قد تتسبّب بمقتل من يبتلعها خلال دقائق.
إلا أن هذه المعلومات مبالغ فيها، فالديفنباخيا نبتة سامّة ولا ريب، وتسبب ردّة فعل حادة، لكنّها لا تقتل من يتناولها.
يحذّر المنشور المتداول على نطاق واسع باللغة العربيّة من نبتة الديفنباخيا بالقول إنها “من أخطر النباتات في العالم رغم جمالها”.
ويشدّد المنشور على أن النبتة سامّة للغاية لدرجة أنها قادرة على قتل طفل في غضون دقائق، في حين قد يصمد الشخص البالغ ربع ساعة قبل أن يفارق الحياة.
ظهر المنشور باللغة العربيّة في العام 2018، وما زال متداولاً حتى اليوم حاصداً آلاف المشاركات.
فما حقيقة هذه المعلومات؟ لا شكّ بأنّ هذه المعلومات عن مخاطر نبتة الديفنباخيا مبالغ فيها.
نبتة سامّة غير فتاكة بحسب الهيئة الحكومية الكندية للمعلومات حول التنوع البيولوجيّ فإن هذه النبتة سامّة ولا ريب.
وبمجرّد مضغ عيدانها أو أوراقها يتورّم الفم والبلعوم ما قد يتسبب بصعوبة في الكلام.
وقد تتسبّب السوائل الناتجة عن هذه النبتة أيضاً بالتهاب جلديّ لدى بعض الأشخاص.
ويشير موقع الهيئة أيضاً إلى أن ردّة فعل الجسم غالباً ما تكون سريعة جداً عند الاحتكاك بسائل أوراق هذه النبتة كما أنّ الأعراض تظهر خلال خمس دقائق لكنّها سرعان ما تختفي.
كما خلص الباحثون، بحسب الهيئة نفسها، إلى أن القلق الذي يلفّ هذه النبتة والمضاعفات الناتجة عنها أو عن ابتلاعها مبالغ فيه.
سبل العلاج يكفي غسل الأنسجة المخاطيّة وتناول الأدوية الخاصة بعلاج المعدة. أما لدى الأطفال فمن الأفضل وضعهم تحت المراقبة في المستشفيات لمراقبة الحنجرة. وقد يتطلب الأمر علاجات بسيطة أخرى مثل مراقبة الألياف واستشارة طبيب عيون.
أداة لتعذيب الرقيق يطلق على هذه النبتة بالإنكليزية اسم “Dumb Cane” أي القصبة التي تصيب بالخرس. ويعود السبب في ذلك إلى أن النبتة كانت تستخدم في الماضي كأداة لتعذيب الرقيق في جزر الأنتيل.
وكان العبد يعاقب إن عصى سيده بإجباره على تناول عيدان اللديفنباخيا فيتنفخ فمه ولسانه ويعجز عن الكلام. وكانت الآثار تظهر على الفور قبل ابتلاع العيدان حتى.
وسبق أن تحقّق موقع سنوبس الأميركيّ المعنيّ بالردّ على الأخبار الكاذبة من هذا الادعاء ونشر تقريراً مفصلاً بالإنكليزية.