السبت ، ١٦ نوفمبر ٢٠٢٤ ساعة ٠٣:٢٩ صباحاً

هذا الطعام يمنع الفقر عن البيت.. أكله النبي الكريم محمد وقال إنه طعام الأنبياء فيه شفاء للجسم وعافية للبدن

( لم يفتقر بيت فيه خل ) رواه الترمذي والبيهقي. وأيضاً حديثاً آخر أن النبي صلى الله عليه وسلم أشار إلى أن الخل كان إدام الأنبياء من قبله . وأنه صلى الله عليه وسلم كان يحب الخل .

وقد روى جابر ( أن النبي صلى الله عليه وسلم سأل أهله الأدم ، فقالوا : ما عندنا إلا خل ، فدعا به ، فجعل يأكل به ويقول : نعم الإدام الخل ، نعم الإدام الخل ) فأريد معرفة نوع الخل الذي كان يأكله النبي صلى الله عليه وسلم . فقد وجدت أن خل التفاح هو أفضل الخل للصحة . والله أعلم .

ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم أكل الخل ، ووصفه له بأنه إدام ، وأثنى عليه في مجموعة من الأحاديث الصحيحة ، فمن ذلك : قال صلى الله عليه وسلم : ( نِعْمَ الإِدامُ الخَلُّ ) رواه مسلم ( 2051 ) . وروى مسلم أيضا (2052) بسنده عن طَلْحَة بْن نَافِعٍ ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ ، يَقُولُ : أَخَذَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِي ذَاتَ يَوْمٍ إِلَى مَنْزِلِهِ ، فَأَخْرَجَ إِلَيْهِ فِلَقًا مِنْ خُبْزٍ ، فَقَالَ : مَا مِنْ أُدُمٍ ؟ فَقَالُوا : لَا إِلَّا شَيْءٌ مِنْ خَلٍّ . قَالَ : فَإِنَّ الْخَلَّ نِعْمَ الْأُدُمُ . قَالَ جَابِرٌ : فَمَا زِلْتُ أُحِبُّ الْخَلَّ مُنْذُ سَمِعْتُهَا مِنْ نَبِيِّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . وقَالَ طَلْحَةُ : مَا زِلْتُ أُحِبُّ الْخَلَّ مُنْذُ سَمِعْتُهَا مِنْ جَابِرٍ ) .

وعَنْ أُمِّ هَانِئٍ بِنْتِ أَبِي طَالِبٍ قَالَتْ :

( دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : هَلْ عِنْدَكُمْ شَيْءٌ ؟ فَقُلْتُ : لَا ، إِلَّا كِسَرٌ يَابِسَةٌ وَخَلٌّ . فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : قَرِّبِيهِ ، فَمَا أَقْفَرَ بَيْتٌ مِنْ أُدْمٍ فِيهِ خَلٌّ ) . رواه الترمذي في ” السنن ” (1841) وقال : ” هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه…وسألت محمدا – يعني الإمام البخاري

– عن هذا الحديث قال : لا أعرف للشعبي سماعا من أم هانئ “. وحسنه الألباني في ” صحيح الترمذي “، وفي ” سلسلة الأحاديث الصحيحة ” (رقم/2220) .

أما حديث أُم سَعْدٍ ، قَالَتْ : دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى عَائِشَةَ ، وَأَنَا عِنْدَهَا ، فَقَالَ : هَلْ مِنْ غَدَاءٍ ؟ قَالَتْ : عِنْدَنَا خُبْزٌ ، وَتَمْرٌ ، وَخَلٌّ . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( نِعْمَ الْإِدَامُ الْخَلُّ ، اللَّهُمَّ بَارِكْ فِي الْخَلِّ ، فَإِنَّهُ كَانَ إِدَامَ الْأَنْبِيَاءِ قَبْلِي ، وَلَمْ يَفْتَقِرْ بَيْتٌ فِيهِ خَلٌّ )

فقد رواه ابن ماجه في ” السنن ” (3318)، ولكنه حديث موضوع ، فيه عنبسة بن عبد الرحمن متهم بالوضع، ومحمد بن زاذان متروك .

قال الخطابي رحمه الله : ” معنى هذا الكلام الاقتصاد في المأكل ، ومنع النفس عن ملاذ الأطعمة ، كأنه يقول : ائتدموا بالخل وما كان في معناه مما تخف مؤنته ، ولا يعز وجوده ، ولا تتأنقوا في المطعم ، فإن تناول الشهوات مفسدة للدين ، مسقمة للبدن ” انتهى من ” معالم السنن ” (4/ 254).

وانظر الفتاوى رقم : (113941) ، (191176) ، (106196)

ثانيا : وقد بحثنا في كتب الحديث والروايات ، فلم نقف على حديث يبين لنا نوع الخل الذي أكله النبي صلى الله عليه وسلم ، إلا أن غالب الظن أن الخل المشتهر في ذلك الزمن هو خل العنب أو التمر ، وذلك للأدلة الآتية :

الدليل الأول : أن العنب هو الثمر الأشهر في ذلك العهد ، بل كان يعد هو القوت من الثمار لكثرته وكثرة استعماله شرابا وزبيبا وخلا وفاكهة وغيرها من أنواع الاستعمال .

الدليل الثاني : أن التفاح لم يكن متواجدا بكثرة ، ولم يكن في الغالب يزرع في المدينة النبوية وما حولها ، وإنما كان يستورد من الشام ، فيبعد أن يصنع منه الخل في ذلك الزمن .

الدليل الثالث : ما ذكره العلماء السابقون في طريقة صنع الخل ، وفي تعريفه في اللغة وعند العرب ، بل وما ذكره الفقهاء أيضا في كتبهم ، كله يدل على شهرة ” خل العنب ” و ” التمر “:

فهذا العلامة ابن عبد البر رحمه الله يقول : ” روي عن علي رضي الله عنه أنه كان يصطبغ في خل خمر . وهذا يحتمل أن يكون أراد خل عنب ” انتهى من ” التمهيد ” (1/ 262) .

وابن قتيبة الدينوري رحمه الله (ت276هـ) يقول : ” إذا أردت صنعة الخل : أخذت من العنب ما بدا لك … إلخ” ثم ذكر طريقة صنع الخل من العنب . كتاب ” الجراثيم ” المنسوب إلى ابن قتيبة (2/ 114) .

وقال الأزهري إمام اللغة : ” قَالَ اللَّيْث : الاختلال من الْخلّ من عصير الْعِنَب وَالتَّمْر ” انتهى من ” تهذيب اللغة ” (6/301).

ويقول السرخسي رحمه الله : ” كما أن العنب مع التمر جنسان فكذلك الخل المتخذ منهما ” انتهى من ” المبسوط ” (12/180) .

وجاء في ” المغرب في ترتيب المعرب ” (ص: 153): ” الخل ما حمض من عصير العنب ” انتهى.

وجاء في ” القاموس المحيط ” (ص994): ” الخل ما حمض من عصير العنب وغيره ” انتهى.

وجاء في ” القاموس المحيط ” (ص994): ” الخل ما حمض من عصير العنب وغيره ” انتهى.

ويقول ابن الحاج رحمه الله : ” الخل أصناف أطيبه وأنفعه خل العنب ” انتهى من ” المدخل ” (4/ 94) . الدليل الرابع :

أن كثيرا من الخل كان يصنع من تحويل الخمر واستحالتها ، والخمر أكثرها من العنب والتمر . والخلاصة : أن الروايات والأحاديث لم توضح أصل الخل الذي ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أكله ، غير أن الظاهر أنه ” خل العنب ” أو ” خل التمر “.

وعلى كل حال ؛ فجميع أنواع الخل فيها النفع والفائدة الطبية بإذن الله ، ولا بد من الرجوع إلى المراجع الطبية المعاصرة ، والأبحاث الغذائية المتخصصة للوقوف على فوائد الخل واستعمالاته ، وأما المقارنة بين أنواعها وجودتها فيرجع فيه إلى المختصين في علوم الغذاء .