الأحد ، ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ ساعة ٠٥:١٦ صباحاً

كيف نحمي أنفسنا من خطر التجسس الحوثي على الاتصالات والانترنت؟!

أعد المادة لـ“يمن ديلي نيوز” – إسحاق الحميري:

أكد المهندس اليمني المتخصص بالأمن الرقمي، فهمي الباحث، أن جماعة الحوثي المصنفة إرهابيا، تستخدم الاتصالات الخاضعة لسيطرتها كسلاح للتجسس.

 

لكن “الباحث” الذي تحدث إلى “يمن ديلي نيوز” حول قدرة الحوثيين على استخدام الاتصالات للتجسس، استبعد قدرتهم التجسس على مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي إذا كان المستخدمين يعملون باحتياطات الأمان.

ومنذ اجتياح الحوثيين للعاصة صنعاء في 21 سبتمبر/أيلول 2014 أخضعت الجماعة مؤسسة الاتصالات لها، وأحكمت سيطرتها على شركات الهاتف النقال (يمن موبايل – سبأ فون – يو) كما أنها مازالت تمسك زمام المزود الوحيد للإنترنت في اليمن.

وفي العام 2020 وافقت وزارة الاتصالات في الحكومة اليمنية على طلب شركة سبأفون للهاتف النقال باعتماد تشغيلها في المحافظات التابعة لها إثر سلسلة حملات مكثفة ومطالبات شعبية بفصل الاتصالات عن الحوثيين الذين سخروا الاتصالات للتجسس وتتبع قيادات في الحكومة والجيش اليمني.

الوسيلة الأقوى

وطبقا للمهندس “فهمي الباحث”: “تعتبر الاتصالات الوسيلة الأقوى التي تستخدمها سلطات الحوثيين، للتجسس على خصومها”، مشيرا إلى أن “مدى إمكانية جماعة الحوثي في التجسس على مناوئيها عبر تطبيقات التواصل الاجتماعي صعبة”.

وقال: “ليس سهلا التجسس عبر منصات التواصل الاجتماعي، فهي عادة تكون محمية، والمستخدمين لديهم احتياط أمان تقيهم من إمكانية الاختراق والتجسس”، مستدركا بالقول: “لكن هناك بعض المخاطر المتعلقة بماسنجر فيسبوك، بحكم أن الرسائل غير مشفرة، ولكن الشركة بدأت هذا الشهر بالتشفير”.

ولفت إلى خطورة استخدام التطبيقات المعدلة كتطبيقات “تليجرام” أو “واتس آب” المعدل، فهي ليست محمية كالتطبيقات الرئيسية، وقد يتمكن الحوثيون أو غيرهم من التسلل لجهاز الهاتف المحمول عبر ثغرات يتم تركها عمدا في هذه التطبيقات للوصول عن بعد للأجهزة”.

وخلال الأيام الماضية، تحدثت تقارير صحفية عن قيام سلطات جماعة الحوثي في العاصمة صنعاء، باختطاف أكثر من 40 مبرمج، في ظل حديث عن أنها تريد منهم العمل لديها للتجسس على مناوئين لها على منصات التواصل الاجتماعي.

طريقة التجسس

وعن الطريقة التي تستخدمها الجماعة للتجسس على مناوئيها، قال “الباحث” لـ”يمن ديلي نيوز”: “الاتصالات تعتبر سلاح، والتجسس من خلالها أسهل من أي طريقة أخرى، فالتنصت على المكالمات والرسائل، سهل جدا، حتى على مستوى أماكن محددة، فهناك أجهزة معينة يمكن استخدامها لمراقبة المكالمات أو الاتصالات في نطاق معين”.

وأضاف: “بالتالي من يملك الاتصالات سيكون هو المتحكم في المستخدمين، ويستطيع أن يحدد المواقع الجغرافية لأي رقم تلفون، وتحديد الأرقام التسلسلية المرتبطة به”.

التطبيقات المعدلة

أما التجسس عبر الانترنت فقال “الباحث”: الحوثيون يستغلون “سلطتهم والموارد التي بيدهم، بكل ما أوتوا من قوة لجمع المعلومات حتى وإن كانت غير ضرورية أو لا يحتاجونها في الوقت الحالي، فهم يعتمدون سياسة ما لم احتاجه اليوم قد أحتاجه غدا”.

وأشار إلى إمكانية استخدام الجماعة التطبيقات المعدلة، والتطبيقات المتعلقة بكشف الأسماء أو دليل الهاتف للتجسس. مضيفا: “هناك وسائل كثيرة وهناك وسائل متقدمة لا أستطيع أن أؤكد أو أنفي ما إذا كان الحوثي يمتلك هذه البرمجيات الشبيهة بـ“البداي سوس”.

وبين أن “التجسس قد يكون بطرق بدائية، وهي اختراق الجهة أو الشخص المستهدف، بإرسال برمجيات خبيثة أو فيروسات تجسس معينة، ويستغل المخترق أو المتجسس بذلك جهل الضحايا بالتكنولوجيا، وتوريطهم في تسجيل روابط معينة، أو فيروسات معينة، وبالتالي يمكن التحكم بالجهاز عن بعد”.

وسائل حماية

وفي السياق تحدث المهندس “فهمي الباحث” لـ”يمن ديلي نيوز” عن كيفية حماية أنفسنا من الاختراق والتجسس.

يقول الباحث: “أهم طريقة للحماية هي الثقافة التكنولوجية، وتعلم الشخص كيف يحمي نفسه، حيث تكون برامجه التي يستخدمها وتلفوناته وأنظمة التشغيل تكون محدثة وتابعة لشركات رسمية معروفة، بالإضافة لاستخدم برامج مكافحة الفيروسات”.

وشدد على ضرورة أن يتعلم الشخص كيف يتجنب روابط التصيد الاحتيالي، وكيف يفحص الملفات، وكيف يستخدم كلمات سر قوية، وكيف يستخدم المصادقة الثنائية.

ونصح المختص في الأمن الرقمي، في ختام حديثه لـ”يمن ديلي نيوز” المستخدمين بـ“التقليل من كمية المعلومات الشخصية التي يتم نشرها على الإنترنت لأن هذه المعلومات، قد تكون مفيدة لأي هاكر للإيقاع بالضحية، عبر طرق تسمى “الهندسة الاجتماعية”.

وفهمي الباحث، عضو مؤسس والرئيس السابق لجمعية الانترنت اليمن، وناشط في الحقوق الرقمية، ومدرب في الأمن الرقمي، كما أنه يعمل على مساعدة الصحفيين والحقوقيين للحفاظ على سلامتهم الرقمية، ولديه العديد من المشاركات المحلية والدولية في قضايا الإنترنت والحقوق الرقمية.