الجمعة ، ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٤ ساعة ١٢:٣٦ صباحاً

بعد "إنجازات فاقت التوقعات".. "إنجينويتي" تُنهي مهمتها على المريخ

أعلنت وكالة الفضاء الأميركية "ناسا"، الخميس، إنهاء مهمة المروحية "إنجينويتي" Ingenuity، بعد قرابة 3 سنوات على المريخ، وذلك بسبب مشكلة طرأت خلال طلعتها الـ72، لتنهي بذلك إنجازاتها التي تخطت كل التوقعات. 

 

وقال رئيس "ناسا" بيل نيلسون في مقطع فيديو: "ما أنجزته إنجينويتي يتجاوز بكثير ما اعتقدنا أنه ممكن"، مشيراً إلى أنها مهدت "الطريق لرحلات مستقبلية في نظامنا الشمسي".

وسُجّل الحادث الأسبوع الماضي، خلال الطلعة الـ 72 للمروحية، إذ كان من المفترض أساساً أن تقتصر طلعات المروحية على 5 فحسب، لكن بسبب أدائها الجيد جداً، مددت المهمة.

ووصلت "إنجينويتي" إلى ارتفاع 12 متراً، لكن الاتصال انقطع فجأة قبل لحظات من هبوطها، وعاودت العمل في اليوم التالي، لكنّ فرق "ناسا" لاحظوا من خلال مجموعة صور اطّلعوا عليها بعد أيام، أنّ "أضراراً" طالت المروحية.

ونشرت "ناسا" صورة التقطتها "إنجينويتي" تظهر الضرر في إحدى شفراتها، وقال مدير المهمة في مختبر الدفع النفاث التابع لـ"ناسا"، تيدي تزانيتوس، إن "نحو 25% من الشفرة مفقودة".

وتابع: "قد لا نعرف مطلقاً ما الذي حدث تحديداً، لأنّ عملية نقل البيانات في نهاية المهمة الأخيرة تعطلت بصورة مؤقتة، لكنّ الجانب الهندسي يدفعنا للاعتقاد أنّ شفرة المروحية اصطدمت بسطح المريخ خلال عملية الهبوط".

ولفت إلى أن المروحية خسرت قدرتها على الدفع اللازم للطيران، مشيراً إلى أن سبب انقطاع الاتصال بها قيد الدراسة، ولكن من الممكن أن يكون مرتبطاً بالتأثير نفسه، موضحاً احتمالية أن تكون شفرات أخرى تعرضت للضرر، وهو ما لا تزال فرق "ناسا" تسعى إلى تأكيده.

وأوضحت "ناسا" أنّ المروحية اضطرت للهبوط بشكل طارئ خلال طلعتها الـ 71، وكانت تعمل في موقع صعب، لأنّ التضاريس على المريخ محدودة، ما يشكل تحدياً لنظامها المرتبط بالتنقل المستقل، فيما تم تنفيذ الطلعة الـ 72، والتي كان مقرراً أن تكون قصيرة، في ظل الظروف نفسها.

وأصبحت هذه المروحية في العام 2021، أول مركبة بمحرّك تنفذ طلعات جوية فوق كوكب آخر غير الأرض، إذ أثبتت أن الطيران ممكن في هواء المريخ، الذي لا تتجاوز كثافته 1% فقط من كثافة الغلاف الجوي للأرض

إنجازات Ingenuity على المريخ وكان الإعلان عن توقف مهمة المروحية فرصة للإشادة بإنجازات "إنجينويتي"، وقالت مديرة علوم الكواكب في "ناسا"، لوري جليز، إنّ المروحية "بدّلت بصورة تامة نظرتنا إلى النموذج الاستكشافي، من خلال إضافتها بعداً جوياً جديداً".

وفاجأ صمود "إنجينويتي" طوال هذه المدة المعنيين، خصوصاً أنها تستخدم ألواحها الشمسية التي تشحن بطارياتها نهاراً لتوفر التدفئة لنفسها في صقيع ليالي المريخ الجليدية.

وتشبه "إنجينويتي" التي لا يتخطى وزنها 1.8 كيلوجراماً، طائرة مسيّرة كبيرة، فيما بلغ مجموع المسافة التي اجتازتها في طلعاتها إلى اليوم 17 كيلومتراً، ووصلت في تحليقها إلى ارتفاع 24 متراً.