عندما يسترسل المسلم بشكل دائم مع القرآن الكريم، وعندما يتتبع آياته وأحكامه، وعظمة الله في خلقه، فإنه يصطبغ بنور القلب والعقل وصفاء الذهن وزيادة الإيمان ومعرفة مراد الله في خلقة، كما أن من يقرأه سينال رضى الله وتوفيقه في شؤون الدنيا والآخرة، مع حلول البركة في الرزق، والنجاة من المكروه.
ويحصل قارىء القرآن على الخير الوفير والحسنات الكبيرة فله بكل حرف عشر حسنات: لقول رسول الله – صلى الله عليه وسلم-: «من قرأ حرفًا من كتابِ اللهِ فله به حسنةٌ، والحسنةُ بعشرِ أمثالِها لا أقولُ (الـم) حرفٌ ولكنْ (ألفٌ) حرفٌ و(لامٌ) حرفٌ و(ميمٌ) حرفٌ»، حديثُ حسن.
ومن فوائد قراءة القرآن أنه يشفع لصاحبه يوم القيامة: لقوله - صلى الله عليه وسلم-: «اقْرَؤوا القرآنَ فإنه يأتي يومَ القيامةِ شفيعًا لأصحابه»، صحيح مسلم
كما أن قراءة القرآن ترفع قدرة الإنسان الإدراكية في مجال الفهم والاستيعاب، فالمسلم المنتظم بعلاقته مع كتاب الله دائم البحث والتدبر في معانيه، مقلبًا لكتب التفسير يتعلم كل ما هو جديد من معاني القرآن العظيمة.
وفي سياق متصل قال الدكتور أحمد ممدوح، مدير إدارة الفروع الفقهية، وأمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، عن فضائل سورة البقرة.
إن سورة البقرة من السور العظيمة، ولها فضائل عديدة، منها: أن الشيطانين تنفر وتهرب من البيت الذي تقرأ فيه، وكذلك فهي تشفع لصاحبها يوم القيامة.
واستشهد مدير إدارة الفروع الفقهية بما رُوي في صحيح مسلم عن أبي أُمامة الباهلي -رضي الله عنه-، أن رسول الله -عليه الصلاة والسلام- قال: «اقْرَؤُوا القُرْآنَ فإنَّه يَأْتي يَومَ القِيامَةِ شَفِيعًا لأَصْحابِهِ، اقْرَؤُوا الزَّهْراوَيْنِ البَقَرَةَ، وسُورَةَ آلِ عِمْرانَ، فإنَّهُما تَأْتِيانِ يَومَ القِيامَةِ كَأنَّهُما غَمامَتانِ، أوْ كَأنَّهُما غَيايَتانِ، أوْ كَأنَّهُما فِرْقانِ مِن طَيْرٍ صَوافَّ، تُحاجَّانِ عن أصْحابِهِما، اقْرَؤُوا سُورَةَ البَقَرَةِ، فإنَّ أخْذَها بَرَكَةٌ، وتَرْكَها حَسْرَةٌ، ولا تَسْتَطِيعُها البَطَلَةُ».
وقال أيضاً أن قراءة سورة البقرة تحفظ من الشرور، وتقي من السحرة وسحرهم، وفيها بركة تعم من قرأها، موضحًا:
"المقصود بالغيايتين غيمتان تظلَّان قارئ البقرة، كناية عن حفظه وحمايته، وفرقان أي جماعتان، والبطلة هم السحرة".