السؤال : لماذا نصلي الظهر والعصر سرا في حين أنه ورد في القرآن قوله تعالى ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها ؟
قال الشيخ عطية صقر رحمه الله : فرض الله تعالى 5 صلوات يومية منها ثلاث جهرية الفجر والمغرب والعشاء – واثنتان سرية الظهر والعصر، والجهر فيما جهر به النبي صلى الله عليه وسلم، والإسرار فيما أسر به من الصلوات هو من سنن الصلاة وليس من واجباتها، والأفضل للمصلي عدم مجاوزة سنة النبي صلى الله عليه وسلم وهديه.
واجتهد العلماء لمعرفة الحكمة من الصلاة الجهرية والسرية، فقال بعضهم أننا نفعل ذلك اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم، فنسر فيما أسر فيه، ونجهر فيما جهر فيه، لقول الله عز وجل: «لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أسوَةً حَسَنَةً» (الأحزاب: (21)، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: «صَلُّوا كَمَا رأيتُمُونِي أَصَلِّي» رواه البخاري في صحيحه.
وذكر بعض العلماء أن الجهر في صلاة الليل أقرب للخشوع والتدبر بسبب الهدوء في الليل، وانقطاع الناس عن شواغلهم، ويهدأ بال الإنسان في الليل ويتفرغ بذلك للتدبر، بخلاف النهار فالليل مكان خلوة بالله تعالى، فإذا قرأ المسلم جهرًا كان أكثر نشاطا له وانتفاعًا من القراءة وتبعده عن النوم، ويرفع من صوته بشكل لا يؤذي من حوله من النائمين أو المصلين، أما إن كان وحده فيرفع بشكل متوسط ليعينه على التدبر والتأمل وطرد الشيطان.
أما الآية التي ذكرت ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها : عن ابن عباس قال: نزلت هذه الآية ورسول الله صل الله عليه وسلم متوار بمكة، {وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بها قال كان إذا صل بأصحابه رفع صوته بالقرآن، فلما سمع ذلك المشركون سبوا القرآن وسبوا من أنزله ومن جاء به، قال فقال الله تعالى لنبيه صل الله عليه وسلم: {وَلَا تَجهز بصلاتك) : أي بقراءتك فيسمع المشركون فيسبون القرآن، {وَلَا تُخَافِتْ بِهَا: عن أصحابك فلا تسمعهم القرآن حتى يأخذوه عنك، {وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا) [أخرجه البخاري ومسلم وأحمد عن ابن عباس]
قال: أناجي ربي . قال ابن جرير، عن محمد بن سيرين قال: نبئت أن أبا بكر كان إذا صلى فقراً خفض صوته، وأن عمر كان يرفع صوته، فقيل لأبي بكر لم تصنع هذا؟ ، عزّ وجلّ وقد علم حاجتي، فقيل أحسنت، وقيل لعمر: لم تصنع هذا؟ قال: أطرد الشيطان وأوقظ الوسنان، قيل: أحسنت فلما نزلت وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَينَ ذلك سبيلا قيل لأبي بكر: ارفع شيئاً، وقيل لعمر: اخفض شيئاً. وقال عكرمة ، عن ابن عباس: نزلت في الدعاء.
اذا اتممت القراءة شارك بذكر سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم