توفي أمير دولة الكويت، الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، وخلّف تاريخا من الإنجازات والأحداث، توجت مسيرة 58 عاما من العطاء الذي كرسه لخدمة الشعب الكويتي والشعوب العربية الأخرى.
الشيخ صباح الأحمد الجابر المبارك الصباح، أمير دولة الكويت الخامس عشر، هو الابن الرابع لأحمد الجابر الصباح الأمير العاشر للكويت الذي حكمها منذ العام 1921 ولغاية 1950 حين وفاته.
حياته
ولد الشيخ صباح الأحمد الجابر المبارك الصباح في 16 يونيو/حزيران 1929. تلقى تعليمه في المدرسة المباركية التي تعد أول مدرسة نظامية في تاريخ البلاد،
عيّن وزيرا للإرشاد والأنباء في 17 يناير/كانون الثاني 1962.
تولى منصب وزير الخارجية ابتداء من 28 يناير 1963 واستمر متقلدا هذا المنصب في جميع الوزارات.
ويعد أول وزير إعلام في الكويت حيث تولى وزارة للإعلام بالوكالة في الفترة من 2 فبراير/شباط 1971 وحتى 3 فبراير 1975، إضافة إلى منصبه وزيرا للخارجية. صدر مرسوم أميري بتاريخ 13/7/2003 بتعيينه رئيسا لمجلس الوزراء.
تمّت مبايعته بالإجماع أميراً لدولة الكويت في 29 يناير/حزيران 2006.
وتميز الشيخ صباح الأحمد الجابر المبارك الصباح، بميوله إلى الحلول الدبلوماسية لحل الخلافات بين الدول، حيث كان الوسيط الرئيسي بين قطر والدول المقاطعة لها.
وخضع الشيخ صباح الأحمد الجابر المبارك الصباح، منذ العام 2019 إلى عملية جراحية تبعها رحلة علاجات مكثفة بين الكويت والولايات المتحدة الأمريكية.
وكانت الكويت قد أعلنت، في 18 تموز/يوليو، نقل بعض صلاحيات أمير البلاد لولي عهده، نواف الأحمد الجابر الصباح (83 عاما)، إثر دخول الأمير المستشفى.
وقد نعى الديوان الأميري، اليوم الثلاثاء 29 سبتمبر/أيلول عند الساعة 13:55 بتوقيت غرينيتش، "إلى الشعب الكويتي والأمتين العربية والإسلامية وشعوب العالم الصديقة وفاة صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت الذي انتقل إلى جوار ربه".
مبادراته
في نوفمبر/تشرين الثاني 2007، تبرع الشيخ في القمة الثالثة لمنظمة "أوبك" التي عقدت في العاصمة السعودية الرياض بمبلغ 150 مليون دولار لدعم برنامج يمول البحوث العلمية المتصلة بالطاقة والبيئة والتغير المناخي.
في مايو/أيار 2008، أنشأت دولة الكويت صندوق الحياة الكريمة وساهمت بمبلغ 100 مليون دولار في هذا الصندوق لمواجهة الانعكاسات السلبية لأزمة الغذاء العالمية على الدول.
في يناير/كانون الثاني 2009، أطلق الشيخ صباح مبادرة دعم وتشجيع المشروعات الصغيرة والمتوسطة خلال مؤتمر القمة العربية الاقتصادية والتنموية والاجتماعية برأسمال قدره مليارا دولار، كما مهدت المبادرة لتحقيق المصالحة بين قادة الدول العربية من خلال تعزيز الأجواء الإيجابية.
في يوليو/تموز 2012، أعلن الشيخ صباح خلال مؤتمر قمة الاتحاد الأفريقي عن تبرع دولة الكويت بتكاليف تجهيز المقر الجديد للمفوضية العامة للاتحاد الأفريقي بجميع مستلزماته في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا.
في أبريل/ نيسان 2016، أطلقت بلاده مبادرة لاستضافة مباحثات السلام اليمنية برعاية الأمم المتحدة وتدخل الأمير بشكل مباشر لضمان نجاحها.
أهم مناصبه والأحداث التي عايشها
في عام 1954، عُيّن عضواً في اللجنة التنفيذية العليا التي عهد إليها تنظيم مصالح الحكومة والدوائر الرسمية.
في عام 1955، عُيّن رئيساً لدائرة الشؤون الاجتماعية والعمل.
في عام 1957، أُسندت إليه أيضاً رئاسة دائرة المطبوعات والنشر.
تم في عهده إصدار الجريدة الرسمية للكويت تحت اسم "الكويت اليوم" لتسجيل جميع الوقائع الرسمية، وإصدار قانون المطبوعات والنشر الذي شجع الصحافة السياسية وكفل حريتها في حدود القانون.
وفي عام 1961، وبعد استقلال دولة الكويت، تم تشكيل الحكومة الأولى وتحولت الدوائر إلى وزارات وعين فيها وزيراً للإعلام. كما كان عضواً في المجلس التأسيسي الذي كلف بوضع الدستور.
وفي عام 1963، عين وزيراً للخارجية ورئيساً للجنة الدائمة لمساعدات الخليج وظل في هذا المنصب لمدة 40 عاماً. وبحكم منصبه الوزاري أصبح عضواً في مجلس الأمة الكويتي، وهو أول من رفع علم الكويت فوق مبنى هيئة الأمم المتحدة لدى الموافقة على الانضمام إليها 1963.
ومن خلال توليه منصب وزير الخارجية ورئيس اللجنة الدائمة لمساعدات الخليج قام بإعطاء المنح المالية دون مقابل، وقد شملت مساعدات اللجنة اليمن الجنوبي واليمن الشمالي وسلطنة عمان وجنوب السودان.
وفي عام 1972، ساهم في إبرام اتفاق السلام بين شطري اليمن لوقف الحرب الأهلية بينهما.
وفي عام 1980، تولى وساطة ناجحة بين سلطنة عمان وجمهورية اليمن لتخفيف حدة التوتر بينهما.
كان الأمير صباح يعاني من متاعب في القلب، حيث سبق أن خضع لعملية جراحية في القلب شملت تركيب منظم لنبضات القلب منذ عام 2000.