دخل المخرج سبايك لي التاريخ عندما أصبح أول شخص أسود يجري اختياره رئيساً للجنة تحكيم "مهرجان كان" السينمائي في دورته المقبلة.
وصرح المخرج "إنه يشرّفه أن يكون أول شخص من الشتات الأفريقي" يُختار لهذا المنصب المرموق في تاريخ المهرجان الممتد لـ73 عاماً.
يأمل منظمو المهرجان أن يقوم لي "بتغيير السائد" في أوساط النخبة السينمائية العالمية، خلال هذا الحدث الذي تُجرى فعالياته من 12 إلى 23 مايو (أيار).
وفي الوقت نفسه، يأمل نشطاء مناهضة العنصرية أن يشكل تعيين المخرج لي تنبيهاً إلى العالم الثقافي الفرنسي عن مسألة التمييز المستمر والقوالب النمطية المضرة التي تحافظ على بقائها فيه.
وورد في رسالة بعثها لي إلى مسؤولي المهرجان، "عندما تلقيت المكالمة... شعرت بالصدمة والسعادة والمفاجأة والفخر في آن معاً". وأضاف أن المهرجان "غيّر المسار الذي أوصله إلى مكانته في السينما العالمية".
وفي حديث إلى راديو "آر تي إل" الفرنسي، ذكر تيري فريمو منظم الدورة المقبلة من المهرجان إن القرار لم يكن سياسياً، لكنه أشار إلى وجود نقص في تمثيل الفنانين السود في عالم السينما. يذكر أن أفلاماً عدّة أخرجها لي قد عُرضت في "مهرجان كان". وقد حصل فيلم ’بلاكككلنزمن" BlacKkKlansman على سعفة المهرجان الذهبية قبل عامين.
وكذلك يشار إلى أن بقية أعضاء لجنة تحكيم المهرجان يُعلَنْ عنها في أبريل (نيسان) المقبل.
ومن دون الإشارة صراحةً إلى معركة لي الطويلة ضد العنصرية أو غيرها من الآراء السياسية، ذكر مسؤولو المهرجان إن "منظور لي قيّم أكثر من كل وقت مضى، و"مهرجان كان" موطن طبيعي ومنبر عالمي لأولئك الذين يعيدون إيقاظ العقول ويضعون مواقفنا وأفكارنا الثابتة موضع التساؤل".
ولقيت هذه الخطوة التي اتخذها منظمو المهرجان إشادة من المخرج لادج لي الذي يعكس فيلمه "البؤساء" شيئاً ما من أعمال لي، إذ يتناول التوترات بين الشرطة والأقليات في إحدى ضواحي باريس الفقيرة. وقد عُرض فيلم "البؤساء" في "مهرجان كان" العام الماضي وحصل يوم الاثنين الماضي على ترشيح لنيل أوسكار أفضل فيلم عالمي.
وفي سياق متصل، رحّب الرئيس الفخري لمجموعة "كران" الفرنسية التي تساند حقوق السود، بتعيين لي في اللجنة.
وفي تصريح إلى وكالة أسوشيتدبرس، صرح لويس جورج تن أن "عالم الفنون يعتبر نفسه فوق مسائل التمييز. لكن حملة "#مي تو" (#MeToo) أظهرت أن التمييز الجنسي موجود في عالم الفنون، والعنصرية أيضاً".
وأعرب تن عن أمله في أن تحث مشاركة لي في "مهرجان كان" السينما الفرنسية على إلقاء نظرة فاحصة على الطريقة التي تتعامل بها مع الأقليات وتاريخ فرنسا الاستعماري. وبحسب كلماته، "دائماً ما يثير السود النكات المضحكة والعربُ الخوف" في السينما الفرنسية.
ويجدر التنويه إلى أن المخرج المكسيكي أليخاندرو إيناريتو ترأس لجنة تحكيم "مهرجان كان" السنة الماضية، وذهبت فيها الجائزة الكبرى إلى المخرج الكوري بونغ جون هو الذي رُشّح هذا الأسبوع لنيل جائزة أفضل فيلم دولي في مسابقة الأوسكار عن شريط "طفيلي".