ياترى ماذا كان عبد الله الاغبري يتخيل انه يحتضن حينها .. إبنته التي لم يتجاوز عمرها ١١ شهرا ولن يراها ثانية..ام والدته لتسمع نحيب ضلوعه المطحونه وتمنحه الأمان. ام وطنه الذي غادره الأمان الى المجهول ..
مرعبة وموحشة لحظات الخوف والبحث عن ملاذ ولو كان جدارا او قطعة اسفنج .
أوحش ما في الموت اذا منحك مساحة من الوقت قبل خروج الروح .. تتزاحم الصور والذكريات والأمنيات المسحوقة والحسرة وقلة الحيلة في وقت واحد وتتصادم مع مرور الدقائق نحو النهاية .
بجسد قروي نحيل ومنهك بسنوات الحرب والفقر ورحلات البحث عن لقمة العيش تهاوت على انحاءه وحشية الجلاد وهمجية اعداء الحياه والانسانيه .
مشاهد التنكيل بعامل فقير رسمت صورة مرعبة عن واقع سوداوي نعيشه وماذا صنعت الحرب وانعدام الدولة باليمنيين ليصبح حتى الموت هروبا من العذاب غير متاحا .
كيف سينسى اخوانك وأمك وابيك هذه المشاهد وكم عمرا يحتاج كل واحدا منهم لتغادر ذاكرته صورتك وانت تحتضن مخدة بيدين مهشمة وصدر تقطر من عظامه النحيلة عذابات ساعات تساوي دهرا سحيقا من الاوقات.
#عبدالله_الاغبري منقول