السبت ، ٢٣ نوفمبر ٢٠٢٤ ساعة ٠٢:٣٣ صباحاً

فقدان المياه على المريخ بشكل غير متوقع

أفاد عدد من العلماء أنّ المياه الموجودة على سطح المريخ تختفي على نحو غير متوقّع. ويقولون إنّ هذه الخسارة تحدث بوتيرة أسرع بأشواط ممّا تفيد به  المعلومات المتوفّرة حالياً عن الكوكب الأحمر، وإنّ هذه العمليّة لا تتماشى كذلك الأمر مع  ما توحي به التوقّعات المستقبليّة التي اشتملت عليها عمليات الرصد السابقة.

معلوم أنّ الاختفاء التدريجيّ للمياه يحدث عندما تفكِّك أشعة الشمس وتفاعلات كيماويّة جزيئات الماء إلى ذرات الهيدروجين والأكسجين التي تتكوّن منها. وعندما تنقسم جزيئات المياه، لا تعود جاذبية المريخ الضعيفة قادرة على إبقاء المياه على سطح الكوكب فتختفي إذ تتسلّل إلى الفضاء الواسع.

وتشير السرعة في هذه العمليّة إلى أنّ المريخ يمكن أن يفقد مياهه بوتيرة أسرع مما كان العلماء يعتقدون. وقد أظهرت دراسات سابقة أنّ الكوكب كان ذات يوم مغموراً بمياه جارية، غير أنّها اختفت إلى حد كبير في تاريخه الحديث.

يُذكر أن العلماء توصلوا إلى الاكتشاف الأخير، الذي نُشر في مجلة "ساينس" العلميّة، باستخدام مسبار "تتبّع الغاز المداريّ" الذي أُرسل إلى الكوكب الأحمر على متن مهمة "إكسومارس"، التي تديرها "وكالة الفضاء الأوروبيّة" ونظيرتها "روسكوزموس" وكالة الفضاء الاتحاديّة الروسيّة.

ووفقاً لعملية الرصد، بدلاً من أن تبقى المياه على سطح المريخ على النحو المتوقّع، تتبخّر كميات كبيرة جداً منها لم يتوقعها العلماء يوماً وتعلو لتصل إلى ارتفاع يزيد على 80 كيلومتراً، وتبقى عالقة في الغلاف الجويّ للكوكب.

بناء عليه، تزيد كميّة بخار الماء الموجودة في هذا الغلاف الجويّ 100 ضعفاً عمّا ينبغي أن تسمح به درجة حرارته من الناحية النظريّة، كما يذكر الباحثون في الدراسة الحديثة.

كذلك وجد الباحثون أنّ المياه تكون أكثر قدرة على الاختفاء خلال المواسم الحارة والعاصفة التي يشهدها الكوكب.

يغطى الجفاف مساحات شاسعة من المريخ في أيامنا هذه. أمّا المياه الموجودة على سطحه فهي في صورة متجمّدة في غطائه الجليديّ. ومع أنّ التكوينات المختلفة على المريخ تبيِّن أنّه كان في أحد الأوقات أكثر غنى بالمياه، فقد خسر الكوكب تلك المياه التي تلاشت في الفضاء، وتحوّل تدريجياً إلى كوكب جاف جداً كما هو اليوم.

على الرغم من ذلك، يتبقى بعض الماء على سطح المريخ، ما يمكن أن يشكِّل مفتاحاً لأمرين رئيسين: العثور على أشكال حياة موجودة أصلاً هناك من جهة، وفرص انتقال البشريّة للعيش على سطح الكوكب الأحمر يوماً ما من جهة ثانية.

صحيح أنّ بخار الماء الموجود في الغلاف الجويّ للمريخ لا يشكِّل سوى كمية ضئيلة من الماء المتوفّر على سطحه، غير أنّ الباحثين يقولون إنّ تلك المياه يمكن أن تجد طريقها إلى الفضاء في حال تبخرت وارتفعت عالياً بما يكفي في الغلاف الجويّ، وربما يفاقم ذلك نسبة الجفاف التي يشهدها الكوكب.