كتب كيريل سينين، في "إزفيستيا"، حول احتدام الموقف في شرق المتوسط وحشد فرنسا مزيدا من السفن لدعم اليونان.
وجاء في المقال: وصلت المواجهة الناجمة عن الخلافات الإقليمية والصراع من أجل حقوق استخراج النفط والغاز على الجرف، بين أثينا وأنقرة، إلى مستوى جديد. فقد احتكت فرقاطتان تابعتان لقوات البلدين البحرية خلال مناورات في منطقة عمليات سفينة الأبحاث التركية Oruç Reis.
قد لا يكون الضرر المادي الذي لحق بالسفينتين كبيرا، لكن الحادثة بحد ذاتها تشكل تحذيرا خطيرا من إمكانية تحول الصراع السياسي والدبلوماسي بسرعة إلى طور أكثر خطورة. كما أن الوضع يزداد سخونة بفضل باريس. ففرنسا، التي تقف إلى جانب اليونان، تعمل على تقوية مجموعتها العسكرية في شرق البحر المتوسط.
وفي الصدد، قال مدير المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية، توماس غومار، إن الوضع المتوتر في البحر الأبيض المتوسط مرتبط بتغير ميزان القوى في المنطقة. فـ "الوضع الاستراتيجي في البحر المتوسط، يتدهور بشكل سريع وخطير، في وقت لم تعد فيه الولايات المتحدة تريد المشاركة في ضمان الأمن في المنطقة". وأضاف، في مقابلة مع صحيفة وول ستريت جورنال، أن تورط القوات البحرية الفرنسية في استقرار الوضع "يشهد على تغييرات في ميزان القوى، وعلى وجه التحديد، لمصلحة تركيا ذات الطموحات الكبيرة".
ويرى كاتب عمود السياسة الخارجية في بلومبرغ، بوبي غون، أن تركيا سوف تستفيد من تصرفات فرنسا ليس أقل من اليونان. وبحسبه، فإن قرار ماكرون بشأن الوجود العسكري في شرق البحر المتوسط "سيصبح سببا يجعل أردوغان يقول بأن الأوروبيين حملوا السلاح ضد تركيا". وسوف تصبح تصرفات باريس "أداة سياسية ملائمة لتحويل الانتباه عن الوضع الاقتصادي الخطير للغاية في تركيا نفسها".
وفقًا لكاتب العمود، كانت الدبلوماسية الألمانية أكثر فاعلية هنا: فالمستشارة أنغيلا ميركل هي التي تمكنت من إقناع أردوغان بتعليق الاستكشاف الجيولوجي. وفي إشارة إلى النفور المتبادل بين ماكرون وأردوغان، خلص المؤلف إلى القول: إذا كانت ميركل "أفضل مرشح للعب دور الوسيط في هذا الصراع، فمن المرجح أن يحصل ماكرون على لقب الأسوأ".
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب