ساعات أمضاها على ما يبدو الشاب اللبناني، أمين الزاهد، عائماً في البحر، فاقداً للوعي، بعد أن قذفه انفجار مرفأ بيروت أمتاراً إلى المياه.
فقد تمكنت فرق الإنقاذ أمس الأربعاء من انتشاله، ونقله إلى المستشفى حيث لا يزال في حالة حرجة، بينما كان أهله وأحبابه يبحثون عنه، آملين بخبر يبشرهم بنجاته.
وانتشرت صور الشاب ومناجاة أصدقائه منذ مساء الأربعاء، بعد فقدان الاتصال به.
كما انتشرت صورته في مركب إنقاذ صغير بعد انتشاله من البحر كالنار في الهشيم، لا سيما أن بقاءه حيا وهو مصاب بعد عشرات الساعات من الانفجار، يعتبر حالة من النوادر حصولها في مثل تلك الظروف.
أتى ذلك، فيما تستمر فرق الإنقاذ حتى الساعة في البحث عن المفقودين، بحسب ما أكدت وزارة الصحة اللبنانية، اليوم الخميس. بالتزامن تجمع أهالي عشرات المواطنين المفقودين، الخميس، أمام منطقة المرفأ حيث وقع الانفجار، بينما فرضت قوات الجيش طوقا أمنيا حول المكان الذي دمر بالكامل جراء تفجر 2750 طنا من نترات الأمونيوم، تركت بإهمال في أحد عنابر المرفأ لسنوات دون أن يحرك أي مسؤول ساكناً، في "جريمة" تردد صداها واسعا بين اللبنانيين الذين صبوا جام غضبهم على الطبقة السياسية الحاكمة في البلاد منذ عقود. فضلاً عن تفلت بعض المرافئ والمعابر عن رقابة الدولة اللبنانية.
إلى ذلك، أفادت وزارة الصحة بأن عدد الضحايا ارتفع إلى 137، فيما البحث لا يزال جارياً عن عشرات المفقودين.
وأوضح المتحدث باسم الوزارة لوكالة فرانس برس أن 137 شخصاً على الأقل قتلوا، وأصيب أكثر من 5 آلاف، خلال الانفجار الضخم الذي هز العاصمة اللبنانية مساء الثلاثاء، لافتاً إلى أن هذه الحصيلة ليست نهائية.