مآسٍ كثيرة عاشتها بيروت الجريحة منذ ما يقارب الـ 48 ساعة وحتى الآن، ففي كل ثانية تكشف لوعة جديدة لضحية من ضحايا انفجار المرفأ المنكوب.
فقد اشتهرت الشابة اللبنانية إسراء السبلاني، البالغة من العمر 29 عاما، خلال الساعات الماضية بعدما انتشر مقطع فيديو لها يوم زفافها الذي لم يكن يوماً عادياً أبداً في لبنان، حيث صادف ذاك اليوم الثلاثاء الماضي، حادث الانفجار المشوؤم الذي ضرب مرفأ بيروت ودمّره بالكامل، ليدخل التاريخ من أوسع أبوابه وتدخل معه بيروت إلى قائمة المدن المنكوبة.
كانت إسراء تقف مرتدية ثوبها الأبيض، ومعه ابتسامة العروس الفرحة، أمام المصور لتسجل مقطع فيديو يبقى في ذاكرتها حتى آخر يوم، إلا أنه حفظ في ذاكرة العالم الأجمع، لأنه وبدل من أن يسجل لحظات الفرح، اهتز كل شيء بدوي يصم الآذان وكادت موجة الانفجار الهائل تطيح بالعروس أرضاً.
وسجلت الكاميرا اللحظة المذهلة التي هز فيها انفجار هائل العاصمة اللبنانية قاتلاً 137 شخصا وجرح أكثر من 5000 آخرين.
ساعدت الجرحى يوم زفافها ولم يكن أمام إسراء الطبيبة التي تعمل في الولايات المتحدة إلا أن تساعد أبناء بلدها بنقل الجرحى وفحصهم، في المنطقة القريبة قبل أن تغادر ساحة الصيفي في وسط بيروت طلبا للأمان. وفي اليوم التالي، كان العروسان إسراء وزوجها رجال الأعمال اللبناني أحمد صبيح البالغ من العمر 34 عاما يحاولان استيعاب ما حدث.
وقالت في تصريح نقلته عنها وكالة رويترز، إنها كانت تستعد ليوم الزفاف منذ أسبوعين، وكانت السعادة تغمرها مثل كل الفتيات، وأضافت أن ما حدث أثناء تصوير فيديو زفافها لا يمكن لعاقل أن يتخيله.
تناثر الزجاج وذبلت زهور الفرح وكشفت العروس، أنه وبثوان معدودة، تناثرت خلفها على الأرض أكوام الزجاج المكسور من نوافذ الفندق الذي كان من المقرر أن تقيم فيه حفلها زفافها مع بقايا الزهور. كما تابعت أنها سارعت هي وعريسها إلى المنطقة، وكان المشهد محزنا للغاية ولا يمكن وصف الدمار أو صوت الانفجار، مؤكدة أنها لا تزال بحالة صدمة مما حدث معها، مشيرة إلى حزنها الشديد لما أصاب الناس وأصاب لبنان.
وصباح الأربعاء، كان على العروسين دخول الفندق الذي أصابه الانفجار وترك فيه أضراراً كبيرة لاستعادة حاجياتهما وجوازي سفرهما، وقالا إن مشهد الغرفة كان لا يصدق.
لتنهي العروس كلامها بغصة وحرقة وتقول: "الحمدلله على كل شيء".
يشار إلى أن مرفأ بيروت قد دُمّر بالكامل، وهو أهم المرافق الحيوية في لبنان وأكثرها درّاً للأموال على خزينة الدولة، وتحوّل حطاما ورمادا نتيجة الانفجار الضخم الذي وقع على أرضه في الرابع من أغسطس/آب الجاري.
وباتت بيروت مدينة منكوبة، نظراً إلى حجم الأضرار وقوّة الانفجار وعصفه الذي شعر به سكان المناطق الجبلية خارج مدينة بيروت ووصلت أصداؤه أيضاً إلى جيران لبنان.