نحتفي كل عام بعيد العشاق، نتبادل الورود والهدايا وعبارات الحب والتفاني مع الحبيب والشريك، في عادة بدأت في روما القديمة قبل ظهورها من جديد في بريطانيا خلال فترة حكم الملكة فكتوريا في القرن التاسع عشر بلمسة رومانسية.
عن عادات ذلك الزمان، يفيد موقع "هستوري"، أنه منذ العصر الفيكتوري حتى القرن العشرين، كان العشاق في عيد الحب يتبادلون بطاقات مزينة بالدانتيل معربين عن حبهم وتفانيهم بالمشاعر والقصائد، لكن تلك البطاقات لم تكن الوحيدة في تلك المناسبة، فبدائل أخرى مليئة بالإهانات كانت توجه أيضاً إلى أشخاص يرغب بصدهم أو توبيخهم، وتلك البطاقات كان يطلق عليها "بطاقات عيد الحب المريرة". ومن ملايين البطاقات المرسلة، فإنه يقدر أن نصفها كانت تضم "بطاقات عيد حب مريرة."
تقول مؤرخة الفنون والتصاميم، انابيلا بولن في ورقة أعدتها عن تلك الرسائل: "يعود منشأها إلى الفترة ما بين 1830 الى 1940، بالتزامن مع صعود البطاقات كوسيلة تواصل شعبية، وبمساعدة من تطور ظواهر أوسع، مثل الطباعة الرخيصة وتقنيات انتاج الورق المزينة، وتقنيات التداول الجماعي للصورة وتطور أنظمة البريد المتقدمة".
وقد تراوحت اللهجة المكتوبة فيها من السخرية اللطيفة إلى العدوانية مباشرة، وكانت ترسل الى كل شخص مكروه، حتى اشخاص يعملون في مهن معينة. وقد ضمت رسومات تهين السمات الجسدية للمتلقي او بعض سماته الشخصية. ومع ازدياد زخم حركة الاقتراع النسائية أصبحت مناضلات حقوق الاقتراع أهدافاً لها. توضح بولن: "اشارت البطاقات في الغالب إلى إخفاقات أخلاقية، ربما كان يؤمل في بعض الحالات أن تشجع على تغيير السلوك، لكن في كثير من الحالات كانت هدفها التجريح".
بدورها، تشير المؤرخة سامانثا برادبير في شركة "هالمارك كاردز" إلى إثنين من صانعي البطاقات الأوائل في بريطانيا والولايات المتحدة، شرطة جوناثان كينغ أوف لندن كانت رائداة في ورق الدانتيل المزخرف والتصاميم غير العادية باستخدام الريش والزهور، فيما كانت شركة اسثر هاولاند اوف وورشستر بماساشوستس تستلهم من بطاقات الدانتيل الإنجليزية في صنع بطاقات معقدة تباع الواحدة ب50 دولار في 1859.
بحلول منتصف القرن التاسع عشر، كانت بطاقات مليئة بالإهانات تتوسع وتشكل مصدراً إضافيا للدخل. ومع تأخر تبادل بطاقات عيد الحب في الولايات المتحدة الى ما بعد الحرب الأهلية، فإن الجنون بهذا العيد في بريطانيا ازدادا زخماً بالتزامن مع اصلاحات البريد التي اتاحت للجميع إرسال شيء في البريد مقابل بنس واحد فقط بداء من 10 يناير 1840. في 1871، ارسل مكتب البريد لندن 1.2 مليون بطاقة، وكان من الممكن أن يرتفع الرقم، لكن المسؤولين في البريد كانوا يصادرون بعضها بابتذالها.
قالت بولن: "هناك روايات معاصرة عن مذكرات تشير الى معارك بالأيادي وقضايا في المحاكم ومحاولات انتحار وقتل بسببها" وقد نشرت إحدى الصحف في 1885 قصة زوج أطلق النار على زوجته بعد إرسالها له بطاقة عيد حب مريرة.
اليوم، يعرف القليل عن تلك الرسائل المهينة لأن القليل منها نجا. معظم الأمثلة التى نجت هي بطاقات لم يجر ارسالها وجدت في مجموعات طابعات وقرطاسية. تم ارسالها بالبريد مجهولة المصدر. بعضها لم يكن يضم عبارات مهينة مفترية فحسب، أنما كان يجري ارسالها مع الدفع عند التسليم مقابل بنس واحد.
وبسبب الانفعالات الحادة والرسائل الموجهة للصحافة، بدأت تلك البطاقات تفقد سحرها. تفيد بولن: "البعض لام صانعي البطاقات بالسعي وراء الربح فيما القى آخرون باللوم على اذواق عامة الناس. سوءا كان السبب، فان مناشدات عاطفية لتطهير عيد الحب انتشرت في أواخر القرن التاسع عشر".