أُغلِق الاقتراع في جوائز الأوسكار لعام 2020 رسمياً، ما يعني أن الترشيحات لنيل "جوائز أكاديمية الفنون وعلوم السينما" قد تحدّدتْ.
ووفقاً لموقع "ديدلاين" الإخباري، عمدت الأكاديمية المؤلفة من حوالي 6000 من المتخصصين في الفن السينمائي الذين تخضع هوياتهم "لرقابة سرية مشددة"، إلى تأجيل إدلاء أولئك الأعضاء بأصواتهم حتى اللحظة الأخيرة، إذ حاولوا مشاهدة كل الأفلام التي تتنافس على الجوائز.
ويرجع سبب رغبة الأكاديمية في إتمام المشاهدات إلى سعيها لمعرفة كل الأمور التي تجعل الفائزين بجوائز "غولدن غلوبس" جزءاً مهماً من المنافسة لنيل الأوسكار. ومثلاً، إذا لم يتسن لأحد الأعضاء مشاهدة فيلم "1917"، وهو عمل درامي عن الحرب العالمية الأولى من إخراج سام مينديز، فلا شك في أن الفوز غير المتوقع الذي حققه الفيلم في حفل جوائز "غولدن غلوبس" ليلة الأحد الماضي كأفضل عمل درامي، سيضعه في رأس قائمة الترشيحات لنيل الأوسكار.
وعلى العكس من ذلك، وفي أوقات سابقة، لم تنجح "غولدن غلوب" في الإشارة إلى أعمال فنية فازت لاحقاً بالأوسكار، مثل "خزانة الألم" و"بقعة ضوء" اللذان فازا بأوسكار أفضل فيلم، لكنهما لم يربحا شيئاً على الإطلاق في "غولدن غلوب".
في المقابل، يمكن صياغة قائمة بأفضل التنبؤات حول الأسماء التي ستترشح للجوائز الكبرى [في الأوسكار] عِبْرَ التقييمات التي حُدّدَت من قِبَلْ "رابطة المنتجين"، و"رابطة المخرجين"، و"رابطة الكتّاب"، وجوائز "بافتا" التي أثارت ترشيحاتها المُعلَنَةْ في وقت سابق من هذا الأسبوع، غضباً بسبب افتقارها الشديد إلى التنوع. مع وجود أقل من أسبوع يفصلنا عن الإعلان عن ترشيحات الأوسكار، إليكم فيما يلي حظوظ جميع الأفلام التي من المحتمل أن تسميها الأكاديمية.
أفضل فيلم
قد يكون فيلم "طفيلي" ("باراسايت") المفضل للفوز حالياً، لكن هناك فيلمان آخران جذبا مجموعة من الرهانات عقب جوائز "غولدن غلوبس" هما "1917" و"حدث ذات مرة في هوليود" للمخرج كوانتين تارانتينو، الذي فاز بجائزة أفضل فيلم كوميدي أو موسيقي. لقد جاء هذا مناقضاً تماماً للتوقعات التي سادت قبل شهر تقريباً، حينما حلّ فيلما "الأيرلندي" ("ذا آيريش مان") و"قصة زواج" ("ماريج ستوري") في مقدمة الأفلام المفضلة. في الحالات كلها، إذا فاز "طفيلي" سيكون أول فيلم بلغة أجنبية يحقّق هذا الانتصار في تاريخ الأوسكار، وذلك إنجاز كان من المتوقع أن يحقّقه فيلم "روما" من إنتاج شركة "نتفليكس" قبل أن يتغلب عليه "كتاب أخضر" ("غرين بوك") في اللحظة الأخيرة في مسابقة 2019 .
أفضل مخرج
بات سام منديز الآن يتنافس على الأوسكار بعد فوز فيلمه "1917" بجائزة "غولدن غلوبس. يمثّل الشريط عملاً حربياً درامياً مركباً من حكايتين تتابعان رحلة جنديين وراء خطوط العدو. لقد سبق له الفوز في 2000 عن فيلم "جمال أميركي" ("أميركان بيوتي"). وفي حين تبدلت حظوظ فيلم العصابات "الأيرلندي" لنيل جائزة أفضل فيلم، ما زال المخرج مارتن سكورسيزي يحتل مكانة عالية كواحد من أكثر المخرجين الذين يحظون بدعم كبير في هذه الفئة، وينافسه المخرج الكوري الجنوبي بونغ جون هو الذي لقي استحساناً كبيراً بعد فوزه بترشيح "رابطة المخرجين" [عن فيلم "طفيلي"] في وقت سابق من هذا الأسبوع.
أفضل ممثل
ترجح في هذه الفئة كفة الممثل خواكين فينيكس، كما تعبّر التوقعات عن ذلك. إذ بات دوره المثير للجدال في فيلم "الجوكر" مفضلاً منذ عرضه للمرة الأولى في المهرجانات في الخريف الماضي. ويبدو أن فوزه بجائزة "غولدن غلوبس" سيضمن حصوله على أول أوسكار له كأفضل ممثل. على كل حال، ومع وجود شهر حتى موعد الاحتفال، قد يتمكن تارون إيغرتون من توجيه الدفة لصالحه. من الواضح أن نجم فيلم "روكيتمان" يحظى بإعجاب المصوتين. وبعد فوز الممثل رامي مالك عن أدائه شخصية فريدي ميركوري في فيلم "ملحمة بوهيمية" ("بوهيميان راسبودي") في أوسكار 2019، بات جلياً أن أعمال السيرة الذاتية للموسيقيين باتت مفضلة لدى المعنيين. أفضل ممثلة
في هذه المرحلة، قد تُمنح الجائزة للمثلة رينيه زيلويغر. في حين أن فيلم "جودي" سيكون محظوظاً في الحصول على ترشيحات في فئات اخرى، إلا أنه من المقدر أن ينال جائزة الأوسكار بفضل دور زيلويغر الرائد في تجسيد أيقونة هوليوود جودي غارلاند. ويبدو أن منافستها الحقيقية الوحيدة ليست سوى الممثلة سكارليت جوهانسون عن دورها في "قصة زواج". وإذا حصلت على ترشيح يوم الاثنين الفائت، فسيكون الأول بالنسبة لجوهانسون.
أفضل ممثل مساعد
ربما تكون هذه الفئة الأكثر إثارة والأقرب لما سيحدث في أمسية توزيع الجوائز. ما زال الوقت مبكراً على الاحتفال بالنسبة للمثل براد بيت عن دوره في فيلم ("ذات مرة في هوليوود")، مع أن [المخرج] تارانتينو شكّل طوال مسيرته المهنية بمثابة مبشر بجوائز الممثل المساعد. (إذ فاز كريستوف والتز في هذه الفئة مرّتين عن فيلمي "أوغاد غير مجيدين" ("إنغلورياس باستردز") و"جانغو الحُر" ("جانغو أنتشيند") وكلاهما من إخراج تارانتينو). كما سيكون آل باتشينو وجو بيشي منافسين قويين بفضل دوريهما في فيلم "الأيرلندي"، وكذلك الأمر بالنسبة إلى الممثل سونغ كانغ هو نجم فيلم "طفيلي". وعلى الرغم من ذلك، ذهبت معظم أموال المراهنين لمصلحة براد بيت.
أفضل ممثلة مساعدة
ثمة اضطراب فعلاً في هذه الفئة ويبدو محتماً ألاً يكون حفل 2020 مختلفاً عن سواه في تلك الفئة.
وفقاً للتوقعات، فسوف لن تكتفي الممثلة لورا درن بالترشّح مرّة اخرى عن دورها في فيلم "قصة زواج"، وقد ترشحت عن هذه الفئة في 2014 عن فيلم "وايلد"، لكنها ستفوز أيضاً بالجائزة في ليلة الأوسكار. وثمة حديث عن كون منافستها الأقرب تتجسّد في جينيفر لوبيز نجمة فيلم "فتيات التعري" ("هاسلرز")، على الرغم من حقيقة أن إبعادها تماماً من جوائز "بافتا" لا يبشر بأن لديها حظوظاً.