ذهبت الفتاة الروسية فالنتينا إلى جبهة القتال في الخامسة عشرة من عمرها وعادت من الحرب بشعر غطاه الشيب، وذلك بسبب ما رأته بعينيها هناك.
وقد رحلت فالنتينا ماكوشيفا عن الدنيا. وحكى ابنها يوري قصتها لوكالة"سبوتنيك" الروسية.
الطفولة الصعبة
ولدت فالنتينا في قرية تارتوغاي التابعة لجمهورية كازاخستان السوفييتية. فقدت والديها في سن صغيرة، واضطرت إلى بدء العمل منذ السنة الثالثة عشرة من عمرها. وعملت حفارة لأعمدة الاتصالات. واستمرت في العمل حتى سن الـ15. لكنها بعد هجوم ألمانيا الفاشية على اتحاد الجمهوريات السوفييتية في 22 يونيو/حزيران 1941 ذهبت إلى الحرب.
مقاتلة عمرها 15 عاما
ووصلت فالنتينا إلى إحدى جبهات الحرب تلبية لطلب قيادة الجيش التي أعلنت عن حاجة الجيش إلى عمال اتصالات. وكان جميع الرجال من زملائها قد ذهبوا إلى الحرب. لذا أبدت فالنتينا الرغبة في الذهاب إلى الحرب. ولكي تتحقق رغبتها أخبرت مسؤولي التجنيد بأن عمرها 16 سنة.
وعملت فالنتينا في البداية على إصلاح الدمار الذي أصاب أعمدة اتصالات في مدينة غوميل التابعة لجمهورية بيلاروسيا. ثم ذهبت إلى العاصمة موسكو لتتدرب على تشغيل أجهزة الاتصال اللاسلكي، وعادت إلى جبهة الحرب عاملة لاسلكية. ظهور "الشيب" في شعرها
وخدمت فالينتينا في فوج الإشارة اللاسلكي حيث عملت مع الجيش حتى أثناء غارات طيران العدو. وعلمت فالنتينا من الجنود أن عليها أن تختبئ أثناء القصف الجوي في الحفر التي خلفتها انفجارات القنابل. وكان الاعتقاد السائد أن القنبلة لا تقع في نفس المكان مرتين.
وصادف وجودها في مدينة وارسو خلال القصف الجوي المتواصل. ولم تشعر فالنتينا بالخوف، ولكنها أحست بالرغبة الحارقة في الحياة. والشيء الوحيد الذي فكرت فيه هو أن الموت قد يغيبها قبل أن تذوق طعم الحياة. وعندما انتهى القصف ظهر الشيب في شعرها وكانت حينها بعمر الـ17.
لا أحد أقوى من الروس
وذات يوم وخلال الاستراحة صدر لها تكليف بقراءة الصحيفة للجنود الجرحى في المستشفى العسكري. وأصابها قلق كبير حتى أنها قرأت الصحيفة ببطء شديد وكأنها لم تتعلم قط القراءة، ولكنهم استمعوا إليها بسرور. وعندما ذكرت فالنتينا لهم أن قواتنا فتحت وحررت مدينة أخرى فإنهم لم يخفوا بهجتهم. وأدركت فالنتينا وقتها أن لا أحد أقوى من الروس.