منذ القبض عليه في 16 أغسطس عام 1975 وحتى إعدامه عام 1989، أصبح ثيودور روبرت بندي، الشهير باسم تيد بندي، واحدًا من أكثر الشخصيات المثيرة للجدل في التاريخ الأمريكي.
لم يكن الجدل بسبب جرائمه المروعة، من قتل واغتصاب وتهشيم رؤوس ضحاياه، بل كان السبب الأساسي هو تعاطف السيدات والفتيات معه كما لو كان مطربًا ملائكي الصوت أو ممثلًا رومانسيًا وسيمًا.
ووفقا لصحيفة اليوم السابع اكتشف "تيد بندي"، أن والديه اللذين كان يعيش معهما، هما جده وجدته وليسا أبويه، حيث تربى بواسطة جديه اللذين أقنعاه بأنهما والداه، وأن أمه هي أخته نظراً لأنها حين ولدته أمه لم تكن متزوجة، وكانت في الثانية والعشرين من العمر، وأنه نتج عن علاقة غير شرعية مع أحد الأشخاص، مما تسبب له بحالة كراهية للفتيات والنساء.
كان "تيد بندي" يستدرج ضحاياه من الفتيات المراهقات، اللاتي كانت أعمارهن تتراوح من 18 إلى 22 سنة، حيث كان يتظاهر بأنه رجل شرطة يعرض عليهن المساعدة لتوصيلهن، وأحيانا كان يتظاهر بالإصابة أو الإعاقة، ويصطاد ضحاياه من المناسبات الاجتماعية.
ارتكب " تيد بندي" أولى جرائمه عام 1974، عندما عثرت الشرطة على جثة "ليندا" طالبة بكلية القانون جامعة واشنطن، حيث استيقظت زميلتها صباحا وعندما دخلت غرفتها لم تجدها، فظنت أنها ربما قضت ليلتها خارج المنزل، لكن والديها اتصلا وأبلغا عن اختفائها، فتوجهت الشرطة إلى منزلها، وبفحص غرفتها وجدوا بقع دماء على سريرها فايقنوا أنهم أمام جريمة خطف.
لم يمر على تلك الحادث عدة شهور حتى فوجئت الشرطة الأمريكية باختفاء "دونا"، طالبة خرجت من منزلها لحضور حفلة "جاز" في مركب جامعي، ولم تشاهد بعد ذلك، ثم بلاغ آخر باختفاء "سوزان" 18 سنة، حيث ذهبت لمشاهدة فيلم سينمائي ولم تعد.
ازدادت حالات اختفاء الفتيات ومعظمهن طالبات، وعجزت الشرطة الأمريكية عن كشف لغز تلك الحوادث، حتى زادت بشكل كبير في أوائل شهر أبريل من عام 1974، عندما اختفت 4 فتيات، لم يتم التوصل لهن، مما آثار الرعب بين المواطنين وأيقنت الشرطة أنها أمام قاتل متسلسل حر طليقا.
استطاع الأمن لأول مرة أن يجمع بعض خيوط الجريمة، حيث أكد عدد من الشهود تزامن وجودهم في مواقع جريمتي خطف فتاتين، وأجمعوا أنهم شاهدوا شابا وسيما ذا شعر بنى ويضع جبيرة على يده اليمنى، وكان يطلب المساعدة من الفتيات لإنزال قارب شراعي من سيارته.
أيقن الأمن الأمريكي، أنه أمام قاتل كل ضحاياه من الفتيات الشقراوات، طالبات أعمارهن تتراوح من 18 الى 22 سنة.
سقط " تيد بندي" في قبضة الشرطة، بالصدفة عام 1975 عندما استوقفته الشرطة أثناء سيره بالسيارة، لعدم تنفيذ الأوامر بالتوقف، وبتفتيش سيارته عثر على قناع وعتلة وتذكرة لدخول حلبة تزلج، بنفس المنتجع الذي وجدت فيه جثة "كارين" إحدى الضحايا، مما جعل الشرطة تلقى القبض عليه وتستجوبه.
اعترف السفاح الأمريكي، أنه كان يمارس الجنس مع ضحاياه بعد قتلهن، وقد برر جرائمه بأنه مهووس بالصور العارية، حيث كان يستدرج ضحاياه بالتظاهر بأنه مصاب في يده، وفي بعض الأحيان يدعي بأنه رجل شرطة، أو رجل إطفاء، وبعد استدراج الضحايا إلى سيارته يقوم بضربهن برفش على رأسهم، ثم يعتدي على الضحايا جنسيا، كما كان يزور ضحاياه عدة مرات ويقوم بوضع مساحيق التجميل على الضحايا ثم يعتدي عليهن.
في عام 1989 حكم عليه بالإعدام على كرسي كهربائي بعد أدين بـ40 جريمة قتل.