تشهد بعض الدول في العالم انخفاض عدد الإصابات أو الوفيات أو كليهما، بفيروس «كورونا» المستجد، الأمر الذي سمح بتخفيف نسبي وجزئي في الإجراءات المفروضة لمكافحة الوباء، ومكنها ودول أخرى من بداية رؤية الضوء في نفق «كورونا»، ففي لبنان أشادت ممثلة منظمة الصحة العالمية إيمان الشنقيطي اليوم الأربعاء، بالإجراءات التي اتخذتها وزارة الصحة والحكومة من خلال التعبئة العامة والتعليمات المتبعة، وقالت إن هذه الإجراءات «ساعدت كي نصل إلى الحالة التي نتمتع بها اليوم»، وفقاً لوكالة الأنباء الألمانية.
وفيما شددت على ضرورة الاستمرار في الالتزام بإجراءات التعبئة العامة لمواجهة انتشار الوباء، قالت الشنقيطي: إن لبنان يشهد حالياً إجراء مئة ألف فحص مخبري، ما يرفع قدرة المسح العددي ليصل إلى معدل الـ15 ألف فحص لكل مليون مواطن، بالتالي في اتخاذ الإجراءات المناسبة خلال الأسبوعين المقبلين.
الأردن وفلسطين والعراق كذلك، باتت تشهد حالات إصابة أقل، بل إن بعض الأيام يأتي بنتيجة «صفر إصابات»: أو «صفر وفيات».
أوروبياً، نشرت وكالة «أسوشيتد برس» فيديو للجيش الفرنسي يظهر تفكيك مستشفى ميداني عسكري للمصابين بـ«كورونا» في مدينة مولوز الفرنسية، وذلك بعد نحو شهر من تشييده. وقال مسؤول عسكري إن تفكيك المستشفى في مولوز بدأ الجمعة مع تراجع الفيروس في المنطقة.
بدء التخفيف في سويسرا، انخفضت وتيرة الإصابات، حيث سجلت، أمس الأربعاء، 205 إصابات جديدة، و30 وفاة، وهي أعداد أقل من سابقاتها. وتباطأت وتيرة ارتفاع الحالات الجديدة خلال الأيام القليلة الماضية، ما سمح للحكومة باتخاذ قرار ببدء تخفيف القيود المفروضة لكبح انتشار الفيروس اعتباراً من 27 أبريل.
وفي إيطاليا، قال دومينيكو أركوري، المفوض السامي لشؤون الطوارئ الخاصة بمكافحة وباء فيروس «كورونا»، إن البلاد أصبحت تمتلك لأول مرة عدداً من أجهزة التنفس منذ انتشار الوباء، أكثر من عدد المرضى المصابين بعدوى الوباء الموجودين في غرف العناية المركزة داخل المستشفيات في البلاد، وفقاً لصحيفة «لا ريبوبليكا» الإيطالية.
وقال أركوري إن ذلك يعطي لمن هم في الصفوف الأمامية لمواجهة الوباء قوة، للمضي قدماً في عملهم لأجل احتواء الوباء. ويوجد حالياً 2500 مريض يتلقون الرعاية المكثفة جراء إصابتهم بالفيروس، مشيراً إلى المعاناة التي يمر بها المسؤولون كل يوم، حول قراراتهم عن إرسال الأجهزة المتاحة لإنقاذ أرواح الناس في وقت لم يكن العدد الكافي من تلك الأجهزة لجميع من يحتاج إليها.
تناقص مستمر وتؤكد بيانات هيئة الدفاع المدني، التي صدرت مساء الثلاثاء، تواصل وتيرة الانخفاض في عدد الإصابات والمرضي بالمستشفيات الإيطالية. ويبرز الانخفاض في الحالات الإيجابية الحالية لليوم الثاني على التوالي، فإذا كان التراجع في عدد المرضى بالأمس 20 وحدة مقارنة باليوم الذي سبقه، فإن عدد المصابين تناقص اليوم بـ 528.
كما انخفض بشكل ملحوظ عدد الأشخاص الذين يعانون من أعراض الوباء طريحي المستشفيات، حيث بلغ مجموعهم 24 ألفاً و134، بانخفاض قدره 772 شخصاً في الـ 24 ساعة الماضية. ويستمر كذلك التراجع في عدد مرضى وحدات العناية المركزة في التراجع، مسجلاً انخفاضاً قدره 102.
وفي بولندا، قال نائب لوزير الصحة اليوم: إن ارتفاع عدد حالات العدوى الجديدة «تم احتواؤه إلى حد ما». وقال فويتشيخ آندروشيفيتش المتحدث باسم الوزارة للصحافيين «لا نزال نشهد زيادة»، لكنه أضاف «ما يمكننا تحقيقه هو الوصول إلى معدل ثابت لزيادة الإصابات. لولا القيود ربما كنا سنشهد إصابة ما يتراوح بين 30 و40 ألفاً بالعدوى».
انخفاض تدريجي وسجلت هولندا 138 وفاة جديدة، وسط تراجع مستمر لعدد المصابين بالمرض على أساس يومي في البلاد. المعهد الوطني للصحة العامة، المعني بمتابعة سير التفشي في البلاد، أفاد أمس الأربعاء، بارتفاع الحصيلة العامة للوفيات بـ«كورونا» في البلاد خلال الساعات الـ24 الماضية بواقع 138 حالة جديدة.
وأشار معهد الصحة إلى أن العدد الإجمالي للإصابات المسجّلة في البلاد يشير إلى تراجع لوتيرة انتشار المرض. وسجلت هولندا على مدار الأيام الماضية انخفاضاً تدريجياً في المعدل اليومي، إذ سجلت الأحد 1066 شخصاً، والاثنين 750، والثلاثاء 729.
أما صربيا التي تشهد استمراراً لحالة الطوارئ، فقد أعلنت إعادة فتح الأسواق بشكل جزئي، وهو ما تم اليوم في العاصمة بلغراد، منذ ساعات الصباح. ووضعت السلطات الصربية، شروطاً لأصحاب المحلات المفتوحة، مثل إلزامهم بارتداء الكمامات الطبية والقفازات ومراعاة التباعد.
وفي سياق متصل، أعلنت الحكومة الصربية السماح لمن تتجاوز أعمارهم سن الـ65، بالخروج من منازلهم، 3 مرات خلال الأسبوع.