عبد المنعم عبد الله مسن مصري يبلغ من العمر 88 عاما ، أعلن عن خروجه مساء أمس الثلاثاء ، من مستشفى قها للعزل، بعد شفائه وتعافيه من فيروس كورونا، بعدها توجه للدخول في فترة حجر صحي لمدة 14 يوما عند ابنه.
المسن المصري الذي ينحدر من إحدى قرى مدينة سمالوط بمحافظة المنيا جنوب البلاد تحدث بصعوبة لـ" العربية.نت" وقال إنه شعر بضيق تنفس، وسعال جاف، واعتقد أنه بسبب التدخين، حيث يدخن بشراهة -حسب اعترافه - ، وقام أولاده بعرضه على الأطباء فأكدوا له في البداية أنها نزلة شعبية حادة.
وأضاف أن الأعراض اشتدت عليه، ولذلك اشتبه الأطباء بإصابته بفيروس كورونا، وطلبوا عمل فحوصات وتحاليل له، وبالفعل جاءت النتيجة إيجابية، وتم نقله لمستشفى قها للعزل، مشيرا إلى أنه لأول مرة يسمع عن فيروس باسم كورونا، وأنه وباء يقتل من يصيبه.
وقال المسن المصري إنه لم يخف من الفيروس، فهو فلاح عاش حياته، وسط مخاطر الإصابة بالبلهارسيا وفيروسات الكبد، والأمراض المنقولة عبر الحيوانات والماشية، مثل الحمى القلاعية والبروسيلا، مضيفا بسخرية "فهل بعد كل هذا العمر والشقاء الطويل يخاف من فيروس جديد وغير معلوم، وأعراضه تشبه أعراض نزلات البرد؟
وأضاف أن الفيروس لا يتمكن سوى من الخائفين، فالخوف يربك الجسد، وبخبرة رجل عجوز- وفق قوله- طالما ستخاف فستقع فريسه لمن تخاف منه، ويقهرك ويتغلب عليك، مؤكدا أن الأطباء في مستشفى قها كانوا يخشون من تأثره بالفيروس ووفاته، لكنهم فوجئوا بتحسن حالته، وتعافيه تماما، وكان يقول لهم مازال في العمر بقيه للرجل العجوز .
وأشار إلى أن تجربة المرض، وإن كانت قد أنهكته بعض الشيء، إلا أنها أفادته، حيث أقلع عن التدخين، وشعر بتحسن كبير في حالته الصحية جراء ذلك، مؤكدا أن كورونا ليس مخيفا حتى نخاف منه، ويمكن الشفاء منه بالإرادة والقوة والرغبة في الحياة، والتقرب إلى الله .
المسن المصري متزوج من سيدتين ولديه 4 أبناء وهم ولد و3 بنات، وتحدثت زوجة ابنه الوحيد نادر لـ"العربية.نت" وقالت إن والد زوجها محب للحياة ومقبل عليها، ولا يخاف من الأمراض، ويواجهها بإرادة صلبة، وطيلة فترة بقائه في المستشفى كان نجله نادر يتردد عليه يوميا، ويجد والده يشيع جوا من المرح والبهجة، وكأنه ضيف جاء لزيارة مريض، وليس مصابا بكورونا.
وقالت إنه يمارس حياته الآن بشكل طبيعي، ولا تظهر عليه أي أعراض، لكنه ووفقا لنصائح الأطباء، لا يخرج من المنزل، ويتناول الخضراوات والفاكهة مع تعاطي بعض الأدوية البسيطة، مضيفة أنه سيمكث في المنزل لمدة أسبوع وبعدها سيعود لقريته في المنيا ويواصل حياته العادية.
وأضافت أنه تم عمل فحص لجميع المخالطين من الأسرة، وثبت سلبية تحاليلهم.