الأحد ، ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ ساعة ٠١:٥٥ مساءً

هل حذرت أميركا فعلاً من خطر فيروسي قادم من مختبرات ووهان؟

حذرت الولايات المتحدة قبل عامين من معاهد صينية تجري أبحاثا على فيروسات تاجية، تنعدم فيها وسائل السلامة بشكل خطير في ووهان الصينية، وفق ما جاء في تقرير.

وتعتقد الإدارة الأميركية أن الفيروس كان حادثا عرضيا من المعهد، وأن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب تضغط بشدة على الصين لمعرفة كيف نشأ الفيروس لمنع تكرار حدوثه مرة أخرى.

وقبل عامين من تفشي جائحة الفيروس التاجي الجديد في العالم، قام مسؤولو السفارة الأميركية بزيارة منشأة أبحاث صينية في مدينة ووهان عدة مرات، وأرسلوا تحذيرين رسميين إلى واشنطن حول غياب السلامة الكافية في المختبر، والذي كان يجري دراسات محفوفة بالمخاطر على الفيروسات التاجية من الخفافيش، وفقا لما أوردته واشنطن بوست.

دراسات محفوفة بالمخاطر وعززت البرقيات المناقشات داخل حكومة الولايات المتحدة حول ما إذا كان هذا المختبر أو مختبر ووهان الآخر هو مصدر الفيروس على الرغم من أن الدليل القاطع لم يظهر بعد.

ففي يناير 2018، اتخذت سفارة الولايات المتحدة في بكين خطوة غير معتادة في إرسال دبلوماسيي العلوم الأميركيين مرارًا وتكرارًا إلى معهد ووهان للفيروسات (WIV)، الذي أصبح في عام 2015 أول مختبر صيني يحقق أعلى مستوى من الأمان الدولي للبحث البيولوجي (المعروف باسم BSL -4).

وأصدر المعهد الصيني WIV بيانًا إخباريًا باللغة الإنجليزية حول آخر هذه الزيارات، والتي حدثت في 27 مارس 2018. وكان وفد الولايات المتحدة برئاسة جاميسون فوس، القنصل العام في ووهان، وريك سويتزر، مستشار السفارة لشؤون البيئة والعلوم والتكنولوجيا والصحة. لكن في الأسبوع الماضي، مسح WIV هذا البيان من موقعه على الإنترنت، على الرغم من أنه لا يزال مؤرشفًا على الإنترنت.

ويضيف التقرير أن المسؤولين الأميركييين كانوا قلقين خلال زياراتهم لدرجة أنهم أرسلوا برقية دبلوماسية مصنفة على أنها سرية إلى واشنطن.

دراسة مهمة ولكن خطيرة وحذرت البرقيات من نقاط الضعف في السلامة والإدارة في مختبر WIV واقترحت المزيد من الاهتمام والمساعدة. وتحذر البرقية الأولى من أن عمل المختبر على فيروسات الخفافيش التاجية وانتقالها المحتمل للإنسان يمثل خطرًا لوباء جديد يشبه السارس.

لكن خلال التفاعل مع العلماء في مختبر WIV ، لاحظوا أن المعمل الجديد يعاني من نقص خطير في الفنيين والباحثين المدربين بشكل مناسب واللازم لتشغيل هذا المختبر عالي الخطورة بأمان" ورفضت وزارة الخارجية التعليق على هذا الموضوع وتفاصيل أخرى للقصة.

وتضيف واشنطن بوست أن الباحثين الصينيين في WIV كانوا يتلقون المساعدة من مختبر غالفستون الوطني في الفرع الطبي لجامعة تكساس ومنظمات أميركية أخرى، ولكن الصينيين طلبوا مساعدة إضافية.

وجادلت البرقيات بأنه ينبغي على الولايات المتحدة أن تقدم المزيد من الدعم لمختبر ووهان، ويرجع ذلك أساسا إلى أن أبحاثه على فيروسات الخفافيش التاجية كانت مهمة ولكنها خطيرة أيضا، وكما أشارت البرقية، التقى الزوار الأميركيون بشي تشنغلي، رئيس مشروع البحث، الذي كان ينشر دراسات تتعلق بفيروسات الخفافيش لسنوات عديدة.

خفافيش حدوة الحصان وفي تشرين الثاني/نوفمبر 2017، قبيل زيارة المسؤولين الأميركيين، نشر فريق شي بحثًا يظهر أن خفافيش حدوة الحصان التي جمعوها من كهف في مقاطعة يونان كانت على الأرجح من نفس فصيلة الخفافيش التي ولدت الفيروس التاجي سارس في عام 2003.

والأهم من ذلك، تقول البرقية "أظهر الباحثون أيضا أن مختلف الفيروسات التاجية الشبيهة بالسارس يمكن أن تتفاعل مع المستقبلات البشرية التي تم تحديدها لفيروس السارس-كورونا". وتشير هذه النتيجة بقوة إلى أن الفيروسات التاجية الشبيهة بالسارس من الخفافيش يمكن أن تنتقل إلى البشر وتتسبب في أمراض شبيهة بالسارس.

ومن منظور الصحة العامة، فإن هذا يجعل استمرار مراقبة الفيروسات التاجية الشبيهة بالسارس في الخفافيش ودراسة التفاعل بين الحيوان والإنسان أمراً حاسماً للتنبؤ بفاشية الفيروس التاجي الناشئة والوقاية منها في المستقبل.

لقد تم تصميم البحث للوقاية من الوباء التالي الذي يشبه السارس من خلال توقع كيفية ظهوره. ولكن حتى في عام 2015، تساءل علماء آخرون عما إذا كان فريق شي يقوم بمخاطرة غير ضرورية.

مخاطرة غير ضرورية وكما أشار الكثيرون، لا يوجد دليل على أن الفيروس الذي يصيب العالم الآن تم تصميمه. ويتفق العلماء إلى حد كبير على أنها جاءت من الحيوانات. وقال شياو تشيانغ، عالم الأبحاث في كلية الإعلام بجامعة كاليفورنيا في بيركلي "تخبرنا البرقيات أن هناك مخاوف منذ فترة طويلة بشأن إمكانية التهديد على الصحة العامة من أبحاث هذا المختبر، إذا لم تتم مراقبته وحمايته بشكل كاف".