الأحد ، ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ ساعة ٠٦:٣٤ مساءً

هكذا يكتسب الجسم مناعة ضد فيروس كورونا

إن جهاز المناعة البشري مجهز بترسانة غنية للدفاع عن الجسم ضد أنواع مختلفة من مسببات الأمراض. وتتطور الفيروسات في محاولة لخداع هذه النظم الدفاعية وتجاوزها والالتفاف حولها لمهاجمة أعضاء الجسم.

ولكن يتعلم نظام المناعة للجسم بدوره كيفية التعرف على أساليب تخفي الفيروس ويردعه، وفقا لما جاء في مقال البروفيسورة زانيا ستاماتاكي، الباحثة في علم المناعة الفيروسية بجامعة برمنغهام والذي نشرته صحيفة "غارديان" The Guardian البريطانية.

تقول البروفيسورة ستاماتاكي إنه في حالة "العدو" كورونا أو كوفيد-19، فهو عبارة عن قطعة صغيرة من مادة وراثية ترتدي طبقة دهنية ويعلوها تاج بروتيني. وهذا يطرح سؤالا حول كيفية وقدرة النظام المناعي البشري على الدفاع عن الجسم ضد الالتهابات الفيروسية، وكيف ينطبق ذلك على كوفيد-19.

تم اكتشاف فيروس كورونا المسبب للعدوى بمرض كوفيد-19 لأول مرة في البشر قبل حوالي خمسة أشهر. ويطلق عليه كورونا التي تعني التاج باليونانية لأنه يبدو كأنه يرتدي تاجًا هو عبارة عن طبقة خارجية من البروتين تحدها حواف مدببة تساعد على التصاق الفيروس بالخلايا المستهدفة.

ويتعلم مجتمع البحث العلمي سريعا بشأن الحصانة ضد كوفيد-19 وسبل تطبيق الخبرات السابقة المتعلقة بفيروسات الجهاز التنفسي المماثلة للتنبؤ بما يمكن توقعه في هذه العدوى.

يمكن التفكير في الفيروس على أنه روبوت؛ لا يمكنه التكاثر، لذا فهو يحتاج إلى مصنع للمواد - البروتينات والدهون والنيوكليوتيدات - كي يستنسخ نفسه. يسمح الغلاف الدهني والحواف المدببة لرأس الفيروس بالتعلق بغشاء الخلية المستهدفة.

ثم يندمج الفيروس مع الخلية ويبدأ في إملاء قائمة تعليمات حول كيفية بناء وتجميع نسخ فيروسية جديدة. إن قائمة التعليمات، وهي في واقع الأمر ليست إلا جينوم الفيروس، مكتوبة بالنيوكليوتيدات RNA. وتكون المهمة الأولى للفيروس بعد التسلل إلى داخل جسم الإنسان هي أن يغزو الخلايا المستهدفة حيث يمكنه خلع معطفه ونشر حمضه النووي الريبي بشكل مريح.

وبمجرد دخوله، يسيطر الفيروس على الخلية ويقترض الآلات الخلوية لبناء المزيد من الفيروسات قبل أن تكتشف الخلايا المناعية المتسللين وتدق ناقوس الخطر. تسمى بروتينات الأجسام المضادة القادرة على الالتصاق بالبروتينات الشديدة الفيروسات، ويتم منع وصول الفيروس إلى الخلايا المستهدفة، في الأغلب الأعم عن طريق توليد الأجسام المضادة المحايدة، وهو الهدف وراء التطعيم الوقائي.

تقوم الخلايا المصابة بالتضحية القصوى وتدعو إلى تدميره بشكل خاص من خلال عرض إشارات استغاثة للخلايا التائية، التي تكتشفها وتقتلها بسرعة.

وتكون الخلايا التائية سامة للخلايا، كقاتل متسلسل قوي يمكنه التعرف على شظايا الببتيد للفيروسات المعروضة على سطح الخلية المصابة. وعندما تتم هذه الخطوة، تطلق الخلايا التائية حمولة من الإنزيمات السامة التي تقتل الخلية المصابة فيما يمكن وصفه بـ"قبلة الموت".

يتم تنظيم هذا الدعم الاستشاري من قبل الجهاز المناعي لحرمان الفيروس من مصانع التكاثر ويمكن أن تؤدي إلى تقليل الحمل الفيروسي لدى المريض. ويستغرق توسيع الخلايا التائية المضادة للفيروسات عدة أيام وتوليد الأجسام المضادة.

ولأن خلايا الذاكرة تضمن أنه إذا واجه الجسم نفس الفيروس مرة أخرى، فسيمكنه التفاعل بشكل فوري وفقا لاستراتيجيات الدفاعات الموجودة مسبقًا. ولكن لأن فيروس كورونا جديد على البشرية فلا توجد ذاكرة مناعية وقائية، إنما يمكن أن تساعد اللقاحات التي يتم تحضيرها باستخدام أجزاء غير ضارة من الفيروس في بناء ذاكرة وقائية.

وينتشر فيروس كورونا حاليًا وينتقل من مصاب لآخر على نطاق واسع، وفي بعض الحالات يتواجد الفيروس بشكل خفي أو بدون أعراض. وبمجرد إنتاج العديد من نسخ الفيروس، فإنه يحتاج إلى الانتقال إلى مضيف آخر، فينطلق من خلال قطرات أو رذاذ عندما يسعل أو يعطس المصاب به لمسافة تصل إلى مترين.