طمس تفشي فيروس كورونا مستقبل الرياضة هذا الموسم، وأسهم في تحول بعض الرياضيين من التنافس على البطولات إلى سباق لمد يد العون والمساعدة إلى الحكومات والمؤسسات والأفراد في مواجهة الخطر، ومنهم المهندسون والخبراء في مختلف قطاعات رياضة السيارات وركوب الدراجات، الذين يصنعون الآن الأقنعة وأجهزة التنفس، وينتجون معقمات اليد.
ومنهم ألكسندر سيمز، سائق الفورمولا إي، الذي يقضي وقته في جمع مخزون معدات الحماية الشخصية من فرق رياضة السيارات في إنجلترا وتسليمها إلى المستشفيات، وقال لـ"بي بي سي سبورت": "معظم الأشياء التي لدينا هي قفازات، ونجحت في جمع نحو 300 إلى 350 زوجاً، إضافة إلى بضع مئات من البدلات الشاملة، ومناديل التنظيف، ومعقم اليدين".
وأضاف: "كنا نسعى لأخذ بعض ما تملكه الفرق من المخزون فقط، لكني تلقيت استجابة لطيفة للغاية من تلك الفرق التي تبرعت بكل ما لديها، وجاءت الفكرة لي عندما شرحت لي أحد الكوادر الطبية المعاناة في توفير أدوات للحماية، ووجدت لدي الوقت لمد يد المساعدة، وتوليت إرسال بعض رسائل البريد الإلكتروني، والاتصال بالأشخاص في بعض الفرق، والقيام بجمع أدوات الحماية لديهم، وكان من المنطقي بالنسبة إليَّ أن أشارك وأقوم بواجبي".
تصميم جهاز تنفس
وبينما تعمل سبعة فرق من الفورمولا 1 مع حكومة المملكة المتحدة، لإيجاد طرق لتطوير وتوريد أجهزة التنفس التي تشتد الحاجة إليها في علاج مصابي الفيروس، تتعاون مرسيدس لإنشاء أنظمة التنفس الخاصة بها، وهناك فرق سباق أخرى مصممة على ترك بصماتها أيضاً في هذا التحدي الصحي، ومنها فريق ماهيندرا المملوك للهند، ولكن مقره في بانبري في أوكسفوردشاير، إذ يقود المهندس ألبرتو بلانكو مشروعاً جديداً لتصميم جهاز تنفس مع ماهيندرا والشريك التكنولوجي لفريق نييو 333.
في حين تقوم شركة "كيو إيه في"، المتخصصة في البحث والتطوير في مجال السباقات الكهربائية ومقرها برشلونة، باستيراد أجهزة تنفس من الصين، والتبرع بها للمستشفيات الإسبانية المحلية، مع إعادة نشر 14 مهندساً لإجراء بحث وتصميم جهاز تنفس نموذجي جديد، فيما يستخدم المهندسون طابعات ثلاثية الأبعاد لإنتاج دروع للوجه، وتم اختبارها بالفعل في مستشفى في برشلونة بالفعل، ومن المتوقع طرح الآلاف في إسبانيا في الأيام المقبلة.
أجهزة تشعيبية
ووفقاً لإحصاءات منظمة الصحة العالمية، يتعافى 80% من الأشخاص دون الحاجة إلى علاج في المستشفى، ولكن شخصاً واحداً مصاباً من بين كل ستة أشخاص يمكن أن يعاني صعوبات في التنفس، ولمساعدة المستشفيات على التعامل مع زيادة استخدام جهاز التنفس الصناعي، بدأ الفريق إنتاج أجهزة تشعيبية باستخدام طابعات ثلاثية الأبعاد، ويؤدي ذلك إلى إنشاء تدفقين للهواء، ويعني أن كل جهاز تهوية يمكن أن يخدم أكثر من مريض واحد في وقت واحد، مما يضاعف قدرة أولئك الذين يستخدمون بالفعل في المستشفيات في جميع أنحاء إسبانيا.
وقال بلانكو لـ"بي بي سي سبورت": "إنه لأمر مدهش وغير مقبول أن بعض المستشفيات والمراكز الصحية الأخرى ليس لديها حتى الأدوات المادية الأساسية بعد بدء الإصابة، ومحاولة المساعدة في هذه الأزمة ليست شيئاً نفخر به، بل هو ببساطة شيء يجب علينا القيام به، وفلسفة بطولة الفورمولا إي البحث دائماً عن طرق لجعل هذا العالم أفضل، ونحتاج في سباقاتنا إلى إدارة الطاقة المتاحة بشكل استراتيجي لتكون في أسرع وقت ممكن، والآن حان الوقت لإدارة طاقتنا الشخصية للبقاء أقوياء، وإبطاء الفيروس حتى نتمكن من التغلب عليه، وأبطالنا وغيرهم الكثير، هم الذين سيكافحون في هذا الوضع، ويستحقون كل دعمنا".
تصنيع أقنعة
أما على صعيد فرق الدراجات الهوائية، فيرتدي داين مادس بيدرسن حالياً قميص "رينبو" الأسطوري في ركوب الدراجات، ومقرها في لاليو بالقرب من بيرغامو، المنطقة الأكثر تضرراً في شمال إيطاليا، وهي معقل لركوب الدراجات، وقام المنتجون لقمصان قوس قزح بتحويل مواردهم إلى تصنيع أقنعة قابلة لإعادة الاستخدام لإيطاليا، ولا تزال الدولة في حالة إغلاق كامل كإجراء لإبطاء انتشار الفيروس، بعدما شهدت المنطقة الشمالية من لومباردي، أكبر عدد من الوفيات حتى الآن، إذ بلغ إجمالي عدد القتلى في إيطاليا 13155 حالة وفاة يوم الأربعاء الماضي.
وتم بالفعل اختبار نموذج أولي من قبل السلطات في ميلانو، وبدأ خط الإنتاج الأسبوع الماضي بقدرة على صنع ما يصل إلى 10000 قناع قابل للغسل يومياً، وصرحت باولا سانتيني، مديرة التسويق وابنة مؤسس الشركة بيترو، نه عندما تم الإفراج عن معايير ومعايير إنتاج أقنعة واقية، شعروا أنه يجب عليهم المشاركة.
وقال: "كان الهدف إعطاء الفرصة للمصنعين الآخرين لإنشاء منتج لم يعد من الممكن العثور عليه، ونحن نعيش في عين العاصفة، ونشعر بالمسؤولية المجتمعية".
وأضافت: "النموذج الأولي الخاص بنا قابل لإعادة الاستخدام والتعقيم، وقابل للغسل حتى 90 إلى 95 درجة مئوية، مع ضمان سلامة النسيج للاستخدام حتى 10 مرات، وهو مصنوع من نسيج بوليستر كثيف وصغير للغاية، مما يجعل القناع مقاوماً للماء تماماً، وقررنا وضع سعر يغطي تكلفة النسيج فقط، وهو عالي الجودة والإنتاج".
مصنع جديد
وأعلنت شركة انيوس، الكيميائية العملاقة، التي ترعى فريق يحمل اسمها في ركوب الدراجات الهوائية، في الأسبوع الماضي، عن مشروع طموح لبناء مصنع جديد بالقرب من ميدلزبره في غضون 10 أيام، لتصنيع ما يصل إلى مليون زجاجة من مطهرات اليد شهرياً.
وقالت الشركة البريطانية إنها تعتزم تكرار مصنعها الجديد في ألمانيا، وستتبرع بإمدادات لسد العجز في هذا المنتج.