يعاني نصف المصابين بعدوى فيروس كورونا تقريبا من أعراض في الجهاز الهضمي قبل بدء ظهور أي من الأعراض المعروفة التي تصيب الجهاز التنفسي، حسب ما جاء في دراسة وصفية جديدة قام بإجرائها مجموعة خبراء وأطباء في ووهان بالصين، والتي نشرها موقع "Daily Health Post"، نقلا عن دورية علمية أميركية متخصصة في أمراض الجهاز الهضمي.
ووفقًا للدراسة التي أجريت على 204 مرضى بكوفيد-19، تبين أن نصفهم تقريبًا عانى أعراضًا في الجهاز الهضمي قبل التنفسي، فيما يعد خطوة رئيسية نحو التشخيص المبكر للإصابة بالعدوى.
ويشير مؤلفو الدراسة إلى أنه "يجب على الأطباء أن يضعوا في اعتبارهم أن أعراض الجهاز الهضمي، مثل الإسهال، ربما تكون أحد الأعراض المبكرة للإصابة بمرض كوفيد-19 المتفشي، وأن مؤشر الشك ربما يحتاج إلى التعامل معه كإحدى المقدمات التي تحتاج للتحسب بشكل مبكر في هذه الحالات بدلاً من انتظار ظهور أعراض الجهاز التنفسي".
أعراض يجب الحذر منها يعاني 29.3% من المصابين بكوفيد-19 من الإسهال، ويشكو 83.8% من درجات مختلفة من فقدان الشهية، و0.8% من القيء، و0.4% من آلام في البطن.
ويحذر الخبراء من اكتفاء الأطباء بمراقبة أعراض الجهاز التنفسي فقط لتحديد ما إذا كانت الحالات تعاني من مرض كوفيد-19، إذ ربما يفوتون فرصة التشخيص المبكر للحالات في البداية قبل أن تمتد الأعراض لتؤثر على الرئتين، أو ربما لا يمتد المرض بالأساس حتى تظهر أعراض على الجهاز التنفسي في وقت لاحق.
زيادة معدل الوفيات وأشارت نتائج الدراسة إلى مرضى كوفيد-19، الذين كانوا يعانون من أعراض في الجهاز الهضمي أقل عرضة للشفاء والخروج من المستشفى بالمقارنة بأولئك الذين لم يصابوا بنفس الأعراض بنسب تتراوح ما بين 34.3% إلى 60%.
وكشفت النتائج أن حوالي 3.5% من مرضى كوفيد-19 في الحالات التي تناولتها الدراسة، أي ما يعادل 7 من أصل 204 مرضى، كانوا يعانون من مشاكل في الجهاز الهضمي ولكن لا توجد لديهم مشاكل في التنفس على الإطلاق.
ويقول دكتور برينان شبيغل، طبيب ورئيس تحرير مشارك في الدورية العلمية الأميركية لأمراض الجهاز الهضمي، إن ما كشفته هذه الدراسة، المعنية بأعراض الجهاز الهضمي لدى مرضى كوفيد-19، في ضوء نتائج سريرية، يؤكد أن أعراض الجهاز الهضمي تعد أسوأ وأكثر خطرا حيث تتضمن نسب أعلى للوفيات مقارنة بأولئك الذين لا يعانون من أعراض في الجهاز الهضمي، مما يؤكد أهمية تضمين أعراض مثل الإسهال للاشتباه في مرض كوفيد-19 في وقت مبكر.
ومضى شبيغل قائلا إن هذا سيؤدي لتشخيص مبكر لحالات الإصابة بالعدوى، وبالتالي يمكن أن يتم تقديم العلاج المناسب وتطبيق حجر صحي أسرع لتقليل انتقال العدوى إلى آخرين.