شهدت محافظة الحديدة اليمنية، فجر اليوم السبت، سلسلة من الانفجارات العنيفة عقب غارات جوية شنتها القوات الأمريكية على مواقع استراتيجية تابعة لمليشيات الحوثي، في تصعيد لافت على الساحة الميدانية. ووقعت الضربات تحديداً في مناطق "الفازة" و"الغوريق" بمديرية "التحيتا"، جنوب المحافظة المطلة على البحر الأحمر، وفقاً لما أفاد به مصدر محلي لوسائل الإعلام.
اقرأ أيضاً :
أمريكا تصطاد أبرز قيادات الإرهابية بغارة جوية (الإسم)
ضربات مركزة خلف خطوط التماس
بحسب المصدر، فإن الغارات الأمريكية استهدفت ثكنات عسكرية خلف خطوط التماس المباشرة بين مليشيات الحوثي والقوات المشتركة الموالية للشرعية اليمنية، ما أدى إلى دوي انفجارات سُمع صداها في مناطق واسعة من الريف الجنوبي للحديدة. وتعد هذه الضربات الثانية من نوعها خلال أقل من 24 ساعة، وهو ما يعكس تصعيداً ملحوظاً في الحملة العسكرية الأمريكية ضد أهداف الحوثيين في المناطق الساحلية.
أكثر من 100 غارة خلال أسبوع واحد
منذ الخامس عشر من مارس/آذار الجاري، صعّدت الولايات المتحدة من وتيرة عملياتها الجوية ضد مليشيات الحوثي، منفذة أكثر من 100 غارة جوية طالت مواقع عسكرية في ثماني محافظات يمنية. وتأتي هذه العمليات ضمن مساعٍ أمريكية لإضعاف القدرات القتالية للمليشيات، بعد تصاعد تهديداتهم للملاحة الدولية عبر البحر الأحمر وباب المندب.
خسائر فادحة في صفوف القيادات الحوثية
أسفرت الضربات الأمريكية الأخيرة عن مقتل عدد كبير من القادة الميدانيين لمليشيات الحوثي، من بينهم 31 ضابطاً ينتحلون رتباً عسكرية، اعترفت المليشيات بمقتلهم خلال الأيام الثلاثة الماضية. وتُعتبر هذه الخسائر ضربة موجعة لبنية القيادة الحوثية، التي تواجه ضغطاً متزايداً مع استمرار الهجمات.
توتر وتصعيد على الجبهات الجنوبية
تتزامن هذه الغارات مع تصاعد التوتر في خطوط التماس جنوب الحديدة، وسط توقعات باندلاع مواجهات أعنف بين الحوثيين والقوات المشتركة. وتُعد المناطق المستهدفة من أهم المواقع العسكرية التي تستخدمها المليشيات كنقاط تمركز وقواعد انطلاق نحو الجبهات الأمامية، ما يجعل استهدافها رسالة واضحة بقرب توسيع نطاق المواجهات.مرحلة جديدة من التصعيد العسكري
تكشف الضربات الجوية الأمريكية في الحديدة عن مرحلة جديدة من التصعيد العسكري، في ظل استمرار المواجهات الميدانية وتكثيف الاستهدافات الدقيقة لقيادات الحوثيين. فهل تُغيّر هذه الضربات من موازين القوة على الأرض، أم تدفع الصراع نحو مزيد من الاشتعال