الخميس ، ٢٧ فبراير ٢٠٢٥ ساعة ٠٧:٢٤ مساءً

مسؤول بارز يكشف عن استعدادات الحكومة لتحرير صنعاء بقوة

 

كشف تقرير حديث نشرته مؤسسة "ستراتفور" الأمريكية المتخصصة في الدراسات الاستراتيجية والأمنية، عن نوايا ميليشيا الحوثي في اليمن لإعادة اجتياح المحافظات الجنوبية، بما في ذلك العاصمة عدن.

اقرأ أيضاً :
بشرى سارة لكل اليمنيين قادمة من سلطنة عمان

 

الفلكي الجوبي يكشف عن موعد أول أيام شهر رمضان 1446 هـ

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

وأشار التقرير إلى أن التطورات العسكرية التي حققتها الميليشيا، خاصة بعد تدخلها في حرب غزة وهجماتها على خطوط الملاحة الدولية، قد تكون دافعًا لتحقيق هذا الهدف.

 

غير أن خبراء يمنيين استبعدوا قدرة الحوثيين على تنفيذ هذه الخطوة، مؤكدين أن الوضع في الجنوب اليمني اختلف تمامًا عما كان عليه عام 2015، عندما تمكنت الميليشيا من اجتياح المنطقة.

 

ولفتوا إلى أن القوات الجنوبية أصبحت أكثر تدريبًا وتجهيزًا، مما يجعل أي محاولة للحوثيين لاجتياح الجنوب أمرًا صعبًا.

 

من جانبه، قال أسامة الشرمي، وكيل وزارة الإعلام في الحكومة المعترف بها دوليًا، إن تهديدات الحوثيين باجتياح الجنوب ليست سوى محاولة لرفع معنويات عناصرهم، خاصة بعد خسارتهم السيطرة على عدن والمناطق المحررة.

 

وأكد أن المجتمع الدولي ودول التحالف العربي لن تسمح بتكرار هذا السيناريو.

 

وأضاف الشرمي أن الحكومة تعمل على حشد قواتها لتحرير العاصمة صنعاء من سيطرة الحوثيين، معتبرًا أن هذا الهدف هو الأكثر واقعية وقابلية للتحقيق.

 

توسيع رقعة الحرب: استراتيجية الحوثيين الجديدة؟

 

من جهته، أشار المحلل السياسي فؤاد مسعد إلى أن الحوثيين يسعون لتوسيع رقعة الحرب، رغم الهدنة التي تم الإعلان عنها عام 2022.

 

وأوضح أن الميليشيا تعمل على إشعال الصراعات في عدة جبهات، بما في ذلك الضالع ومأرب وتعز، في محاولة لاختبار قوتها وإرسال رسائل للداخل والخارج بأنها لا تزال قادرة على التصعيد.

 

لكن مسعد استبعد أن تتمكن الميليشيا من تحقيق أهدافها التوسعية، خاصة في ظل الضربات الموجعة التي تلقتها إيران وحلفاؤها في المنطقة، مما أضعف قدرات الحوثيين العسكرية. كما أشار إلى أن الخلافات الداخلية بين قيادات الميليشيا أثرت سلبًا على تماسكها وقدرتها على التحرك.

 

الحرب كخيار وحيد: مستقبل الحوثيين بين التصعيد والتفكك

 

بدوره، رأى الصحفي والمحلل السياسي خالد سلمان أن الحوثيين يعيشون في حالة حرب دائمة، حيث لا يملكون مشروعًا سياسيًا أو اقتصاديًا يمنحهم شرعية الاستمرار. وأكد أن الميليشيا تعتمد بشكل أساسي على الحروب والمغامرات العسكرية لتعويض فشلها في بناء دولة.

 

وتساءل سلمان عما إذا كان الحوثيون قادرين على إعادة اليمن إلى نقطة الصفر، حيث المواجهات المسلحة والصراعات الداخلية. وأشار إلى أن المناوشات الحالية في مأرب هي مجرد اختبار لمعادلة القوة، في انتظار معركة أكبر قد تكون على الأبواب.

 

وأضاف أن تصنيف الحوثيين كجماعة إرهابية من قبل الإدارة الأمريكية قد يزيد من ضغوطهم، خاصة مع تجفيف مصادر التمويل وتضييق شبكات تهريب الأموال. كما أشار إلى أن العلاقات الإيرانية الأمريكية والإسرائيلية ستلعب دورًا كبيرًا في تحديد مستقبل الحوثيين، سواء من خلال المفاوضات أو التصعيد العسكري.

 

خاتمة: الحوثيون بين المطرقة والسندان

 

في النهاية، يبدو أن الحوثيين يواجهون تحديات كبيرة تعيق تحقيق أحلامهم التوسعية. فبين الضغوط الدولية والخلافات الداخلية وضعف القدرات العسكرية، تبدو احتمالية اجتياح الجنوب اليمني مرة أخرى أمرًا بعيد المنال.

 

ومع ذلك، يبقى الحوثيون في حالة تأهب دائم، مستعدين لإشعال أي صراع قد يعيد لهم المبادرة، حتى وإن كان ذلك على حساب استقرار اليمن وشعبه.