كشف الخطاب الذي ألقاه حسن نصرالله، الأمين العام لحزب الله في لبنان، مدى تورط الحزب في دعم الحوثيين في .
فبعد أقلّ من ساعة على انتهاء نصرالله من إلقاء خطابه الذي تضمّن هجوما على المملكة العربية السعودية كان الحوثيون يطلقون ثلاثة صواريخ باليستية، اثنان منها في اتجاه الرياض وثالث في اتجاه جازان القريبة من الحدود السعودية – اليمنية.
وقال المحلل البناني مهند عويطيس ان الصواريخ التي اطلقها الحوثيين على السعودية هي بتوجيهات مباشرة من زعيم حزب الله اللبناني حسن نصر الله ، وما قام به الحوثيين هو الضغط على الزر فقط ودمّرت القوات السعودية صاروخين باليستيين في أجواء الرياض ومدينة محاذية للحدود اليمنية قبيل منتصف ليل السبت – الأحد، ما تسبّب بإصابة مدنيين اثنين في العاصمة الخاضعة لحظر تجوال بهدف الحد من انتشار فايروس كورونا المستجد.
وكان الأمين العام لحزب الله ختم خطابه بإدانة “عاصفة الحزم”، وهي عملية عسكرية بدأت في مثل هذه الأيام، قبل خمس سنوات، استهدفت الوجود الإيراني في اليمن عبر الحوثيين. وتقف السعودية على رأس التحالف العربي الذي أطلق “عاصفة الحزم”.
وقال نصرالله “أجدد الدعوة لأصحاب العدوان لاسيما الحكام في السعودية من أجل إيقاف هذه الحرب، لاسيما كل العالم يفتش اليوم عن إيقاف الحروب والبحث في كيفية مواجهة كورونا، وهذه الصرخة يجب أن ترتفع اليوم أكثر من أي وقت مضى، لأسباب إنسانية يجب أن يصرخ العالم كله ليطالب السعودية بوقف هذه الحرب”.
وأعرب عن تقديره لمبادرة زعيم جماعة أنصار الله الحوثية عبدالملك الحوثي، الذي أعلن عن استعداده لمبادلة المعتقلين الفلسطينيين في السعودية رغم أن لديه أسرى في السجون السعودية كتعبير أخلاقي وإنساني عن موقفه وموقف هذا الشعب الصادق بالوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني. ووصفت الحكومة اليمنية مبادرة الحوثيين، مبادلة أسرى سعوديين بمعتقلي حركة حماس لدى السعودية، بـ”المتاجرة والمزايدة الرخيصة”.
وقال وزير الإعلام في الحكومة اليمنية، معمر الإرياني، إن “إعلان زعيم الحوثيين عن صفقة لتبادل الأسرى متاجرة ومزايدة رخيصة”. وأضاف أن “ترحيب حركة حماس بالمبادرة، استفزاز لمشاعر اليمنيين، وتأكيد على انخراطها في العمل كأداة للمشروع الإيراني”.
وقال سياسي لبناني يتابع عن كثب نشاط حزب الله في لبنان وخارجه إن نصرالله أراد القول عبر خطابه إنه مكلّف من إيران بالملف اليمني، معطيا دليلا على ذلك الصواريخ الثلاثة التي انطلقت في اتجاه الأراضي السعودية بمجرّد انتهائه من خطابه.
وأوضح هذا السياسي في تصريح لـ”العرب” أن تورّط حزب الله في اليمن قديم جدا وأن الحزب لم يكتف بتدريب الحوثيين في مخيمات له في سوريا ولبنان وذلك منذ ما يزيد على عشرين عاما، بل إن لديه وجودا مستمرّا في اليمن. وأشار إلى أنّ القناة الفضائية التي يمتلكها الحوثيون (المسيرة) تبث من بيروت وهي في حماية مباشرة من حزب الله. وكشف في هذا المجال أن شبكة الاتصالات التي يمتلكها الحوثيون في اليمن هي نسخة عن شبكة الاتصالات التي لدى الحزب في لبنان. وأضاف أن خبراء في الاتصالات من الحزب أشرفوا بأنفسهم على تمديد هذه الشبكة في الأراضي اليمنية.
وذكر السياسي اللبناني أنّ نصرالله أراد توجيه رسالة إلى السعودية مضمونها أنّ ملفّ اليمن موجود عنده وأن اغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني لن يؤثر على فعاليّة الحوثيين في اليمن ولن يقلّل من عدائهم للسعودية.
وشدّد على أنّ الرسالة الأهم في خطاب نصرالله والصواريخ الثلاثة التي تلته هي أن الحوثيين ما زالوا أداة في خدمة السياسة الإيرانية وأنّ الرهان على الفصل بينهم وبين إيران ليس واردا. وقال في هذا المجال إن حسن نصرالله أراد تأكيد وجود مرجعية إيرانية للحوثيين وأن هذه المرجعية ليست مرتبطة بوجود قاسم سليماني أو غيابه ما دام حزب الله موجودا.
واعتبر المتحدث باسم التحالف العربي العقيد الركن تركي المالكي أن الهجوم الصاروخي “تصعيد” من قبل المتمردين، متعهدا بالعمل على “تدمير” القدرات الصاروخية الباليستية للحوثيين.
وقال المالكي إن “هذا الاعتداء الهمجي لا يستهدف المملكة العربية السعودية ومواطنيها والمقيمين على أراضيها بل يستهدف وحدة العالم وتضامنه، خاصة في هذه الظروف الصعبة والعصيبة والتي يتوحد فيها العالم أجمع لمحاربة تفشي الوباء العالمي كورونا”.
ودانت الحكومة اليمنية الهجوم، قبل أن يعلن متحدث عسكري باسم الحوثيين أنهم استهدفوا بصواريخ مواقع “حساسة” في الرياض ومواقع اقتصادية وعسكرية في جازان وعسير.
وكتب وزير الإعلام معمر الإرياني في حسابه على تويتر “نستنكر وندين بشدة الاستهداف الإرهابي الفاشل التي نفذه مرتزقة إيران (…) والذي يؤكد استمرار تدفق الأسلحة الإيرانية للمليشيا الحوثية وإصرارها (على) العمل كأداة إيرانية تخريبية”.