استبعد الدكتور إيلي برباري مدير قسم الأمراض المعدية في «مايو كلينيك» وجود علاقة بين انتشار فيروس «كوفيد ـ 19» وما يشاع عن إمكانية تصنيعه وخروجه من المختبرات وقال: «إن ما نعرفه جيداً هو أن فيروس «كوفيد ـ 19» ناتج عن فيروس تاجي جديد، وهو فيروس مختلف عن الفيروسات التاجية الأخرى التي عرفناها سابقاً بما في ذلك «السارس» وفيروس متلازمة الشرق الأوسط التنفسية «ميرس» والفيروسات التاجية الأخرى التي تتسبب بنزلات البرد، ولم يعرف تماماً بعد كيف ظهر هذا الفيروس، لكن يعتقد بأنه جاء من الحيوانات، ربما من الخفافيش لينتقل بعدها إلى البشر، وهذا ما نطلق عليه اسم «العدوى الحيوانية» وهي عدوى تأتي من الحيوانات وتنتقل إلى البشر، وبمجرد انتقالها من البشر، تصبح العدوى من شخص إلى آخر الطريقة الأسرع والأبرز لانتقال الفيروس.
وقال الدكتور إيلي بارباري في مقابلة هاتفية مع «البيان» إن السيناريو الأسوأ لانتشار فيروس كورونا المستجد«كوفيد ـ 19» قد وقع فعليا بعد أن تحول إلى جائحة عالمية وانتقال العدوى بين أفراد المجتمع على نطاق واسع في دول عدة وتأثر المناطق شديدة الكثافة مثل المدن الكبيرة والمستشفيات بالمرض وانتقال العدوى بين المرضى أو بين المرضى ومقدمي الخدمات، لافتا إلى أن السيناريو الأكثر واقعية في الوقت الحالي خاصة بعد نجاح الصين في القضاء على المرض ومنع انتقاله يتركز على نجاح التدابير الاستثنائية التي اتخذت على المستوى العالمي لحماية الصحة العامة وفي إبطاء وتيرة الانتشار وتراجع أعداد الإصابات الجديدة.
وأضاف مدير قسم الأمراض المعدية في «مايو كلينيك» نحن ندرك أن غالبية المرضى الذين تم تشخيص إصابتهم بفيروس كورونا المعروف علمياً باسم «كوفيد ـ 19» لا يعانون بالضرورة من حالة خطيرة أو حرجة ولا يحتاجون إلى دخول المستشفى، وقد يتعافى معظم هؤلاء المرضى في المنزل دون الحاجة إلى أي تدخلات طبية أو حتى الإحالة إلى المستشفى، وقد يكون حوالي 10 أو 15% من المرضى مصابين بعدوى أكثر خطورة وقد يحتاج العديد منهم إلى دخول المستشفى، لكن قد يصاب بعض المرضى في المستشفى بمتلازمة ضيق النفس الحادة التي تتطلب استخدام جهاز التنفس والمكوث في المستشفى.
وحول الاختلافات الرئيسية بين فيروس «كوفيد 19» والفيروسات التاجية الأخرى مثل متلازمة الشرق الأوسط التنفسية والسارس وإنفلونزا الطيور وإنفلونزا الخنازير، وهل يمكن أن تظهر فيروسات أخرى من هذه الفئة مستقبلاً؟ أكد الدكتور إيلي برباري أن الفيروسات التاجية عرفت من قبل، والأكثر شيوعاً هي نزلات البرد العادية، ولكن هناك أنواع أخرى تم التعرف عليها مثل فيروس «ميرس» متلازمة الشرق الأوسط التنفسية وفيروس السارس كل هذه الأمراض تسببها الفيروسات التاجية أو «الكورونا». وهناك دراسات جديدة جارية حالياً لفهم كيفية حدوثها ولكن الاعتقاد السائد هو أنها تنتقل عن طريق الحيوانات، وتختلف هذه الفيروس عن فيروسات الإنفلونزا الأخرى تماما، لكن المشترك فيما بينها طريقة انتقال العدوى بشكل عام حيث تحصل غالباً من خلال تطاير قطرات السعال أو الاتصال المباشر.
وردا على سؤال حول الوقت المتوقع لإيجاد دواء فعال أو لقاح خاص للفيروس؟ هل سيكون علاج الأعراض السريرية لدى المصابين خياراً فعالاً على المدى البعيد؟ أشار إلى أن الجهود تتواصل من قبل العديد من المنظمات والحكومات لإيجاد لقاح وتطوير الأدوية المضادة للفيروسات، لكن تطوير اللقاح يحتاج إلى عام أو عامين على الأقل، أما في الوقت الراهن فالطريقة الأكثر فعالية للوقاية من فيروس «كوفيد ـ 19» تكون باتخاذ تدابير الصحة العامة والخطوات الاحترازية ووضع سياسات تهدف إلى الحد من انتقال العدوى عن طريق الاتصال أو تطاير قطرات السعال أو العطس، وفي هذه الأثناء، يتم علاج المرضى المصابين بالكورونا عبر إجراءات طبية مساعدة، ولدينا بالفعل بعض الأدوية التجريبية التي يتم استخدامها بأسلوب مقنن جداً وعند الضرورة القصوى فق،. وتجري حالياً اختبارات للعقاقير واللقاحات.
وفيما يخص جدوى الإجراءات الصحية المطبقة حالياً في العالم للحد من انتقال العدوي أم أن الأمر يحتاج إلى إجراءات أكثر صرامة وفعالية حتى انتهاء أزمة انتشار هذا الوباء؟ قال الدكتور إيلي برباري مدير قسم الأمراض المعدية في «مايو كلينيك» بدأنا ندرك ونرى النتائج الفعالة والمحدودة لتدابير حماية الصحة العامة، ففي بعض البلدان خاصة في أوربا يتم تنفيذ هذه التدابير قاسية على نطاق أوسع وفي بعض الحالات حققت بعض التأثيرات، وتعمل الولايات المتحدة الآن على تطبيق قيود واسعة النطاق على الطيران والسفر إلى بعض البلدان أو المناطق شديدة الخطورة. ويجب على المرضى المعرضين للخطر أن يحرصوا على الحد من السفر إلى الخارج لا سيما الوجهات شديدة الخطورة.
وبشأن الخطوة التالية للعلاجات المستقبلية؟ أكد الدكتور برباري أن العلاج المستقبلي للفيروس سيعتمد على تدابير الصحة العامة الصارمة والأهم من ذلك تطوير اللقاحات والعلاجات المضادة للفيروسات، وهما أي اللقاحات ومضادات الفيروسات حالياً في مرحلة التطوير، وهناك عدد من الأدوية المضادة للفيروسات التي تتم تجربتها إما سريرياً أو من خلال الاستخدام المقنّن الذي يقتصر على الحالات الضرورية فحسب.