مع تصاعد التوترات الإقليمية في المنطقة، حذّر خبراء عسكريون يمنيون من مخاطر وقوع تقنيات أمريكية عسكرية حديثة، في أيدي مليشيا الحوثي، على نحو يُمكّنها من تطوير أسلحة جديدة، ويضاعف من تهديداتها للأمن الإقليمي والملاحة الدولية.
غير أن مليشيا الحوثيين تمكنت من إسقاط 12 من المسيّرات المتطورة، التي يصل ثمن إحداها دون الذخائر إلى 30 مليون دولار، في غضون عام واحد، ونشرت صوراً ومقاطع فيديو بعد وقوعها في أياديها، وسط اعتراف الجيش الأمريكي بسقوط بعضها، وقد فتَحَ تحقيقات بشأن تكرر هذه الحوادث.وسبق أن استولت ميليشيا الحوثيين في العام 2018، على مركبة بحرية ذاتية القيادة، تدعى "ريموس 600"، تستخدمها الولايات المتحدة لرسم خرائط قاع البحر واكتشاف الألغام، في أثناء قيامها بعمليات مسح بحري في مياه البحر الأحمر، قبل أن تتحوّل المركبة مؤخراً إلى سلاح مستنسخ، مضاد للسفن.
وأزاحت مليشيا الحوثيين أواخر الشهر الماضي، الستار عن طوربيد "القارعة" البحري المسيّر، خلال مناورات عسكرية بحرية في سواحل محافظة الحديدة، المطلّة على مياه البحر الأحمر، باعتباره "أحدث الصناعات المحلية"، وفق مزاعم إعلامهم العسكري.
ورجّح موقع "بيزنس إنسايدر" الأمريكي، أن يكون الطوربيد مشتقاً عن المركبة الأمريكية غير المأهولة، نتيجة هندسة عكسية إيرانية، أُرسلت أجزاؤها إلى مليشيا الحوثيين من أجل تصنيعها.
تجربة "حزب الله"وقال الباحث المتخصص في شؤون "الحوثيين" العسكرية، عدنان الجبرني، في تصريح صحفي لموقع إرم نيوز إن ميليشيا الحوثي تكرّر تجربة ميليشيا حزب الله اللبناني، بعد استيلائه في عام 2006 على نموذج من صواريخ "سبايك" الإسرائيلية المزوّدة بكاميرا، ثم إرساله إلى إيران لإعادة هندسته عكسياً، ليصبح اليوم صاروخ "الماس" بعد التعديل عليه.
مضيفاً أن ميليشيا الحوثيين بعد استيلائها على أي تقنية عسكرية جديدة، "تقوم بعرضها على الخبراء الإيرانيين، للتعديل عليها وعمل نماذج قد لا يتم الكشف عنها من قبل طهران في بعض الأوقات؛ ما يحوّلها إلى سلاح جديد في إيدي ميليشيا الحوثيين ومن خلفهم إيران، وذلك يؤكد جدّيتهم المستمرة في امتلاك أسلحة متطورة".
وأشار الجبرني، إلى امتلاك ميليشيا الحوثيين التكنولوجيا الخاصة بطائرات "MQ-9" منذ العام 2019، من خلال منظومة الطائرات الإيرانية المسيّرة "358"، والتي تستخدمها ميليشيا الحوثيين في ظروف معينة.وذكر أن هناك مخاطر كبيرة لحصول ميليشيا الحوثيين على مثل هذه التقنيات العسكرية المتقدمة، "ورغم أنها لا تمنحهم تفوقاً في ميزان القوى العسكرية على الصعيد المحلي، إلا أن لها تأثيرات كبيرة على مستوى التهديدات الإقليمية والدولية، نتيجة ارتباطها بطموحات إيران في المنطقة".
طرف ثالث
في المقابل، يعتقد خبير الشؤون الإستراتيجية والعسكرية، الدكتور علي الذهب، أن حديث ميليشيا الحوثيين عن تطوير معدات عسكرية بحرية، هو مجرد واجهة إعلامية "تتستر وراءها أسلحة بحرية شديدة الخطر".
وقال الذهب إن المركبة البحرية التي استولت عليها الميليشيا قبل سنوات، "ليست عسكرية، وتؤدي أدواراً معلوماتية استكشافية، وحتى إن كانت لها وظيفة عسكرية بحرية، أو يمكن تطويعها لتصبح كذلك، إلا أن قدرات ميليشيا الحوثيين في مجال التطوير العسكري، ما تزال غير كافية، ولا يمكن الوثوق بها". مشيراً إلى أن مزاعم التطوير والتصنيع المحلي التي تروج لها ميليشيا الحوثيين، تُخفي وراءها "أسلحة ومقذوفات بحرية شديدة الخطورة، حصلوا عليها من طرف ثالث، بهدف خلق تهديد للغواصات والقطع العسكرية البحرية الثقيلة، المنتشرة في مياه البحر الأحمر والبحر العربي