الاربعاء ، ٢٧ نوفمبر ٢٠٢٤ ساعة ٠٩:٤١ صباحاً

إغتيال قيادي حوثي بارز وجرح مرافقيه في عملية دقيقة وسط صنعاء

في ظل تفاقم التدهور الأمني والانفلات في العاصمة المختطفة صنعاء، شهدت المدينة جريمة اغتيال جديدة تستهدف أحد قيادات جماعة الحوثي البارزة، ليصبح المشهد الأمني هناك أشد تعقيداً وتوترًا.

 

وقعت الحادثة في حي الروضة شمال صنعاء، حيث استهدف الهجوم قيادياً حوثياً معروفاً بالإشراف على أحد السجون غير الرسمية، التي يُديرها تحت سلطة المحافظ الحوثي عبدالباسط الهادي.

 

وأفادت مصادر محلية أن المهاجم نفّذ العملية بدقة وتخطيط، مستغلاً لحظة خروج القيادي المستهدف من بوابة السجن، ليطلق النار عليه من مسافة قريبة، مما أسفر عن إصابة القيادي بجروح بليغة وجرح أحد مرافقيه.

 

 

وتكتمت جماعة الحوثي على ملابسات الحادثة، حيث امتنعت عن الكشف عن هوية القيادي المستهدف أو الجاني، ولم تعلن أي تفاصيل عن دوافع الجريمة، ما يزيد من حالة الغموض حول الحادثة ويُشعل الجدل حول الصراعات الداخلية التي تعصف بالمليشيا.

 

 

وفيما تواصل الأوساط المحلية تحليل أبعاد هذه العملية، أفادت مصادر محلية بترجيحات أن تكون دوافع الاغتيال ذات طابع انتقامي شخصي، حيث يُعتقد أن الجاني ربما يكون قد تعرض للاعتقال أو التعذيب تحت إشراف القيادي المستهدف، مما جعله يسعى للانتقام.

 

 

وتعتبر هذه الحادثة إضافة جديدة إلى سجل حوادث الاغتيالات التي طالت قيادات حوثية في صنعاء مؤخراً، في ظل تنافس داخلي شرس على النفوذ والسلطة داخل الجماعة، مما ينعكس سلباً على حياة المواطنين وأمنهم.تأتي هذه التطورات وسط ارتفاع ملحوظ في معدلات العنف والجريمة في صنعاء، حيث يشكو السكان من انتشار حالات السطو والقتل والخطف، بالإضافة إلى عجز الجماعة الحوثية عن السيطرة على الأوضاع الأمنية أو كبح جماح الانفلات المتزايد، الأمر الذي يزيد من مخاوف الأهالي ويعزز شعورهم بعدم الأمان.

 

 

ويرى مراقبون أن صنعاء أصبحت ساحة مفتوحة لتصفية الحسابات الداخلية بين أجنحة الحوثيين المختلفة، حيث تتباين الولاءات وتتضارب المصالح، خاصة مع تزايد الخلافات حول الموارد والنفوذ، ما يشكل تهديداً مستمراً لحياة المدنيين الذين يجدون أنفسهم في مرمى النيران وسط صراع لا يخصهم.

 

في سياق متصل، حذر خبراء من أن استمرار هذا الانفلات قد يؤدي إلى انزلاق صنعاء نحو فوضى أمنية شاملة، قد تجر معها موجة من الصراعات المحلية التي من شأنها تهديد النسيج الاجتماعي، الذي يتأثر سلباً بفعل هذا الانفلات، مع بقاء المدينة تحت وطأة جماعة عاجزة عن تقديم الحد الأدنى من الأمن، مما يدفع السكان إلى حالة من اليأس والخوف من المستقبل القاتم للمدينة.