الجمعة ، ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٤ ساعة ٠٨:٣٩ مساءً

الصين و"هواوي" تقترحان إعادة اختراع الانترنت

اقترحت الصين على الأمم المتحدة إجراء تغيير جذري على الكيفية التي تعمل بها شبكة المعلومات الدولية «الانترنت».

وبحسب ما نشرته أمس صحيفة «فاينينشيال تايمز» البريطانية، فقد تقدمت مجموعة «هواوي» الصينية للاتصالات، إلى جانب شركتي اتصالات أخريين تديرهما الحكومة الصينية، وهما «تشاينا يونيوكورن» و«تشاينا تيليكوم»، ووزارة الصناعة وتقنية المعلومات في الصين، بمُقتَرَح مشترك إلى الاتحاد الدولي للاتصالات، التابع للأمم المتحدة. 

وأطلقت الأطراف المذكورة على المُقتَرَح المشترك اسم «بروتوكول انترنت جديد»، حيث يتضمن معياراً جديداً للطريقة الجوهرية التي تعمل بها شبكة الانترنت الدولية، فيما يعد إعادة اختراع للشبكة، على حد وصف الصحيفة البريطانية.

وحصلت «فاينينشيال تايمز» على نسخة من العرض الرسمي للاقتراح الجديد، والذي قدمته «هواوي» وشركاؤها في صيغة برنامج «باور بوينت».

ووصفت «هواوي» في اقتراحها البنية التحتية الحالية لشبكات الانترنت العالمية، والمعروفة باسم «بروتوكول التحكم في البحث/ بروتوكول الانترنت»، أو «تي سي بي/ آي بي»، بأنها «غير مستقرة وليست كافية إلى حد بعيد للوفاء بمتطلبات العالم الرقمي بحلول العام 2030، بما في ذلك السيارات ذاتية القيادة، انترنت الأشياء المنتشر في كل مكان، وانتقال المادة من نقطة إلى أخرى من دون عبور الحيز المادي فيما بينهما».

وأضافت «هواوي» بأن مقترحها «يتبنى نظرة طويلة الأمد ويضطلع بالمسؤولية عن تصميم شامل جديد لشبكة الانترنت المستقبلية».

وأفادت «هواوي» بأنها بدأت بالفعل في بناء أجزاء من التقنية التي ستعمل بها البنية التحتية الجديدة لشبكة الانترنت، وذلك بمساعدة عدد من الدول والشركات، إلا أنها لم تُسَمٍها، وأضافت أن بعض مكونات هذه التقنية ستكون جاهزة للاختبار بحلول 2021. 

وأكدت «هواوي» أنه يجري تطوير بروتوكول الانترنت الجديد لغرض واحد فقط، ألا وهو تلبية المتطلبات التقنية في ظل عالم رقمي يتطور على نحو متسارع، وأوضحت أنها لم تُدرِج أي نوع من أنواع التحكم في تصميم البروتوكول الجديد.

وصرح متحدث رسمي باسم الشركة: «البحث في البروتوكول الجديد وابتكاره متاحان للعلماء والمهندسين من كافة أنحاء العالم للمشاركة والمساهمة».

وعلى الجانب الآخر، يواجه المُقتَرَح انتقاداً شديداً من جانب الدول الغربية، ومن أبرزها المملكة المتحدة، السويد، والولايات المتحدة الأمريكية، بدعوى أنه يهدف إلى تفتيت شبكة الانترنت العالمية ومنح مزودي خدمات الانترنت التابعين للحكومات التحكم في استخدام المواطنين للخدمات.

وقال أحد أعضاء الوفد البريطاني لدى الاتحاد الدولي للاتصالات: «ثمة معركة هائلة توشك أن تدور تحت السطح حول شكل الانترنت في المستقبل».

وأضاف بقوله: «لدينا الآن رؤيتان متعارضتان، إحداهما حرة، منفتحة وبعيدة عن تدخل الحكومات، بينما الأخرى خاضعة للتحكم والسيطرة».

والجدير بالذكر أن الرئيس الحالي للاتحاد الدولي للاتصالات، هو مهندس الاتصالات الصيني هولين زاو، والذي تولى منصبه العام 2014، بترشيح من وزارة الصناعة وتقنية المعلومات.