في تقرير نشرته صحيفة "القدس العربي"، تم تسليط الضوء على تكثيف الولايات المتحدة لطلعات طائرات الاستطلاع من طراز "إم كيو-9" في أجواء اليمن خلال الشهور الأخيرة.
وقد ادعت مليشيات الحوثي انها أُسقطت أربع طائرات من هذا الطراز في سبتمبر وحده، مما يشير إلى تحليق مكثف للطائرات الأمريكية في المنطقة. ويدفع هذا إلى التساؤل حول السبب وراء هذا التصاعد في عمليات المراقبة الجوية الأمريكية.
وتشير الصحيفة إلى أن أولى أسباب تكثيف هذه الطلعات يعود إلى افتقار الولايات المتحدة للمعلومات الاستخباراتية الدقيقة حول مناطق سيطرة الحوثيين.
ومع إحكام مليشيات الحوثي سيطرتها الأمنية، أصبح من الصعب على واشنطن تجنيد مصادر محلية للحصول على المعلومات، مما دفعها للاعتماد على طائرات الاستطلاع للتعويض عن هذا النقص الاستخباراتي.
اما الدلالة الثانية فتأتي من عجز التحالف الأمريكي البريطاني عن تحقيق نتائج ملموسة من ضرباته الصاروخية الجوية التي تستهدف مواقع الحوثيين ضمن عملية "بوسيدون آرتشر" بحسب الصحيفة. وقد صمد الحوثيون أمام هذه الضربات بل ووسعوا من قدراتهم البحرية، مؤكدين أنهم يمتلكون الآن صواريخ طويلة المدى، وحتى صواريخ فرط صوتية، مما زاد من قلق واشنطن ودفعها لتكثيف الطلعات الجوية.
وعلى الرغم من التكلفة الباهظة للطائرات المسيّرة "إم كيو-9" وتكرار إسقاطها، تواصل الولايات المتحدة تحليقها في اليمن؛ مما يعكس حجم التحديات الاستخباراتية التي تواجهها.
وتشير الصحيفة إلى أن هذا النشاط الجوي يعكس شعور واشنطن بمدى العجز في اختراق الجماعة وتحديد مواقع أسلحتها الاستراتيجية، رغم استخدام الأقمار الاصطناعية والطائرات المسيّرة إلى جانب تواجد حاملة طائرات ومعدات عسكرية في المنطقة.
وقد سبق للولايات المتحدة أن استخدمت هذا النوع من الطائرات لمراقبة اليمن منذ سنوات، لكن التقارير الأخيرة عن امتلاك الحوثيين صواريخ متطورة دفعت واشنطن إلى زيادة طلعاتها.
ومع تواتر إعلانات الحوثيين عن أسلحة جديدة، مثل صاروخ "قدس 5" المجنح، يظهر بوضوح حجم المخاوف الأمريكية تجاه قدرات الحوثيين المتزايدة، مما يضعها في مأزق استخباراتي ويجعلها مستمرة في عمليات الرصد المكثفة عبر الجو.