الأحد ، ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ ساعة ٠٧:٢٤ صباحاً

بالأقمار الصناعية.. الكشف ماذا يوجد في ميناء الحديدة الذي تستهدفه إسرائيل؟

سرب من المقاتلات الإسرائيلية شن ضربات عنيفة على ميناء الحديدة أكبر الموانئ المطلة على البحر الأحمر، اليوم الأحد، ومع بُعد المسافة الواقعة بين تل أبيب والميناء البحري الذي يتمتع بأهمية استراتيجية، يثار الكثير من الأسئلة حول أسباب اهتمام إسرائيل بهذا الموقع ولماذا اتحمل تكلفة تحريك مقاتلتها لضرب الميناء.

 

التوترات العسكرية في البحر الأحمر بدأت في 23 نوفمبر من العام الماضي 2023، عندما أعلنت ميلشيات الحوثي المسيطرة على ميناء الحديدة، استهداف السفن المملوكة لرجال أعمال إسرائيليين، لتشهد المنطقة المحورية في التجارة البحرية العالمية، حالة من الفوضى تستدعي تدخلًا دوليًا من الدول الكبرى وعلى رأسها الولايات المتحدة.

 

ماذا يوجد في ميناء الحديدة الآن؟

ميناء الحديدة، الذي يعد أحد أهم الموانئ في البحر الأحمر، وكان يعج بالحركة بالأنشطة البحرية والملاحية، أصبح خاو إلا من 15 سفينة فقط، بحسب تتبع «المصري اليوم» للميناء عبر موقع «vesselfinder» المتخصص في تتبع حركة السفن ونشاط الموانيء.

 

ومن بين السفن المحتجزة سفن قالت إنها تابعة لإسرائيل من أبرزها السفينة «جالاكسي ليدر» التي بدأت بها جماعة الحوثي عملياتها العسكرية في نوفمبر من العام الماضي 2023 تحت مسمى دعم فلسطين ومعركة «طوفان الأقصى» التي أطلقتها حماس.الميناء عبر القمر الصناعي من موقع vesselfinder

ردًا على الاعتداءات الحوثية على حركة الملاحة في بحر العرب وخاصة السفن التجارية المتجهة إلى إسرائيل، أعلنت الولايات المتحدة وبريطانيا شن هجمات مكثفة على مناطق السيطرة التابعة للحوثي في اليمن وخاصة ميناء الحديدة، وهو ما ردت عليه الميلشيات باعتداءت مباشرة على حاملات الطائرات البريطانية والأمريكية في المنطقة.

 

هل السفينة الأولى إسرائيلية بالفعل؟

يشير موقع «baltic shipping» إلى أن مسمى جلاكسي ليدر هو حديث حيث تعود لرقم تسجيلي 9237307، تحمل هذا الاسم منذ عام 2018، قبل أن يتغير من «GANAXI 8D DDS»، تعمل كحاملة بضائع، وتحديدًا سيارات، وفقًا لقاعدة بيانات الموقع المتخصص في جمع بيانات السفن وحركة الملاحة.

 

واستكمل الطرفان الحرب البحرية الدائرة حيث تزايدت الضربات المتبادلة سواء على ميناء الحديدة الذي تتهم قوى دولية الحوثي باستخدامه لأغراض عسكرية، أو من الحوثي نفسه الذي استمر في ضرباته وزاد منها سواء تجاه السفن التجارية في البحر الأحمر، أو حاملات الطائرات الأمريكية أو حتى باتجاه تل أبيب وإيلات وغيرها من الأراضي الإسرائيلية والفلسطينية المحتلة.استخدام أعلام تخفي جنسية السفن

ويعد استخدام أعلام دول مثل بنما وسيشل من أكثر الأمور المعتادة في النقل البحري، ويفسر ذلك المستشار السابق لهيئة قناة السويس القبطان البحري سيد شعيشع، إلى أن أغلب الشركات التجارية المتخصصة في النقل البحري تهرب من عملية دفع الضرائب البحرية الباهظة وهو ما يوفره بشكل كبير استخدام أكثر من علم حيث تقوم بتسجيل نفسها ضمن الأسطول البحري لعدة دول وخاصة بنما وباهاما.

 

وتتميز باهاما باتفاقيات بحرية موسعة تسمح للسفن التجارية التي تحمل علمها بالمرور بأقل الأضرار الاقتصادية في النهاية بدون دفع ضرائب باهظة، لكن الأمر نفسه يوضح استهداف السفينة نفسها والسفن التجارية المملوكة لرامي انغر رجل الأعمال الإسرائيلي والذي يمتلك أسطولا بحريا عملاقا يقوم بالنقل للسيارات عبر البلدان المختلفة.

 

تأثيرات هجمات الحوثي على الملاحة الدولية

وفي هذا الصدد، قال أرسينو دومينجيز، الأمين العام للمنظمة البحرية الدولية لـ«المصري اليوم» إن العمليات الحوثية زادت من مدة الرحلة لتصل بها إلى 10 أيام تقريبا ما أدى إلى خسائر فادحة من أبرزها ارتفاع أسعار الشحن والتأثير على سلاسل التوريد العالمية بسبب قطع مسافات أطول واستهلاك أكبر للوقود.

 

وتعد من أبرز التأثيرات الواقعة بسبب هجمات ميلشيات الحوثي، انخفاض في حجم إيرادات قناة السويس، واتباع طريق رأس الرجاء الصالح، الذي يعده المسؤول الدولي في حديثه بأنه كان يتم الاعتماد بنسبة 80 % في حركة التجارة البحرية على هذا الطريقة ويمر ما يصل إلى 15% من تجارة الشحن الدولية عبر البحر الأحمر، مؤكدًا على الآثار البيئية الوخيمة لهجمات ميليشيات الحوثى على السفن التجارية البحرية.

 

حركة السفن بالخريطة الحرارية من موقع marinetraffic على امتداد قناة السويس

وقال الرئيس عبدالفتاح السيسي في حفل تخرج طلاب كلية الشرطة، على هامش الاحتفال، إن قناة السويس من أشد المتأثرين بالتوترات الإقليمية الحالية، حيث خسرت نحو 6 مليارات دولار تقريبا على مدار عام، مطالبا بضرورة العمل على وقف هذه التوترات واللجوء للحلول الدبلوماسية التي تعد الحل الوحيد لحل الصراع.

 

 

رد يمني

 

وقال وليد القديمي وكيل أول محافظة الحديدة في الحكومة الشرعية اليمنية إن الحوثي يرتكب جرائم في حق الشعب اليمني بينما تستخدمه إسرائيل ذريعة لضرب اليمن وخاصة ميناء الحديدة أحد أهم ثروت الشعب اليمني والذي تم ضربه عدة مرة كان أبرزها مساء الأحد 29-9-2024 .

 

وأضاف لـ«المصري اليوم» أن المجتمع الدولي مطالب بتجريم ميلشيات الحوثي وإعلانها إرهابية ردا على خطف مقدرات الشعب اليمني، والذي يأن خاصة في مناطق مثل الحديدة المدينة الساحلية والتي تضم واحد من أهم موانيء المنطقة.

 

وحسب الخبير في الأمن البحري، القبطان محمد الراوي فإن ميناء الحديدة يقع في منتصف الساحل الغربي لليمن على البحر الأحمر ويحميه من الظواهر الطبيعية امتداد رأس الكثيب من الناحية الغربية وساحل مدينة الحديدة من الجوانب الشمالية والشرقية الجنوبية، وتم إنشاءه في عام 1961.

 

وأضاف لـ«المصري اليوم» أن ميناء الحديدة يلعب دورًا هاماً وحيوياً في الإسراع بعجلة التنمية لتصبح ومن خلال هذا الدور إحدى أهم الموانئ اليمنية والبوابة الرئيسية على البحر الأحمر والتي تطل اليمن من خلالها على العالم الخارجي وتمر عبرها ومن خلالها مختلف الصادرات والواردات وكل ما تطلبته عملية النمو والازدهار التي شهدتها وتشهدها اليمن في الماضي والحاضر .

 

 

وأشار إلى أن الطاقة التصميمية القصوى للميناء هي (9.000.000 ) طن ما بين سفن بضائع عامة وسفن الحاويات ونشاط السياحة والركاب مما يجعل هذا الميناء ذات أهمية كبيرة للتجارة البحرية.