كشف نائب رئيس الجمهورية السابق، الفريق ركن علي محسن الأحمر، عن الأسباب التي أدت إلى سقوط العاصمة صنعاء بيد جماعة الحوثي في 21 سبتمبر 2014، معتبراً أن الغفلة والتغافل من قوى اليمن الحاكمة والمعارضة آنذاك، بالإضافة إلى التباين السياسي وتفريط بعض الأطراف وخيانات داخلية، هي العوامل التي مهدت الطريق لسقوط العاصمة تحت سيطرة الحوثيين.
في منشور له على منصة "إكس"، أكد الفريق الأحمر أن التحذيرات المستمرة من خطر الإمامة واستهداف الحوثيين لصنعاء لم تؤخذ على محمل الجد، حيث استغل الحوثيون انقسامات القوى السياسية وفشلها في التمسك بالثوابت الوطنية، ما أدى إلى تسليم العاصمة دون مقاومة تذكر.
وأضاف أن الإمامة العنصرية التي تحرر منها الشعب اليمني قبل عقود تسللت مجدداً إلى صنعاء وسط غفلة من الجميع.
الفريق الأحمر كشف أيضاً عن الدور الذي لعبه مع قواته في محاولة الدفاع عن صنعاء في 2014، حيث أشار إلى أنه، رغم اعتزاله العمل العسكري لمدة عام ونصف، قاد معركة الدفاع عن العاصمة مع ما تبقى من قوات الفرقة الأولى مدرع، ومعه كوكبة من خيرة شباب اليمن وضباطه، مشيراً إلى أن تلك المعركة انتهت باستشهاد 274 مقاتلاً في مواجهة الحوثيين.
وأكد الأحمر أن معركة الفرقة الأولى مدرع والمنطقة العسكرية الشمالية الغربية لم تكن خصومة شخصية أو صراعاً للاستغلال كما روج بعض المبطِلين، بل كانت مواجهة مصيرية للدفاع عن أحلام الأمة اليمنية والحفاظ على مبادئ ثورتي سبتمبر وأكتوبر.
وانتقد في الوقت نفسه، القوى التي إما انحازت أو التزمت الصمت حيال سقوط العاصمة، مما ساهم في تمكين جماعة الحوثي.
وأضاف الأحمر أنه بعد عقد من سيطرة الحوثيين، أصبحت الشعارات التي روجت لها الجماعة تتساقط واحدة تلو الأخرى، مع تدهور الأوضاع في المناطق الخاضعة لسيطرتها.
ووصف الوضع في تلك المناطق بأنه يشبه مرحلة الإمامة البائدة، حيث يعاني الشعب من الفقر والبطالة والحرمان، بينما تنتهك السيادة اليمنية بشكل غير مسبوق، إذ باتت صنعاء تحت سيطرة ملالي طهران، ما جعلها "حوزة إيرانية" بالمعنى الحقيقي.
ورغم كل ما يعانيه اليمنيون في هذه الحقبة، أبدى الأحمر تفاؤله بوعي الشباب اليمني، الذين يرون في ثورتي سبتمبر وأكتوبر رمزاً للحرية والكرامة.
وأشاد الأحمر بالدور الذي لعبته محافظة مأرب في إشعال شرارة المقاومة عقب سقوط صنعاء، مشيراً إلى مطارح القبائل والتوافد الشعبي للمشاركة في صفوف القوات المسلحة والمقاومة الشعبية والوطنية في مختلف المناطق اليمنية، بدعم من تحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية.
وفي ختام منشوره، دعا الفريق الأحمر جميع القوى الوطنية إلى تجاوز الخلافات وتعزيز اللحمة الوطنية ووحدة الصف، مؤكداً أن المرحلة الحالية تستدعي التركيز على الحفاظ على الجمهورية اليمنية ومصالحها العليا.
وشدد على أهمية تعزيز مكانة الثورة اليمنية وغرس قيمها في نفوس الأجيال القادمة، لمواجهة محاولات الحوثيين إلغاء وتشويه أهداف ثورتي سبتمبر وأكتوبر.
كما أعرب عن تقديره وامتنانه لشهداء ثورتي سبتمبر وأكتوبر وكل من ضحى من أجل اليمن وجمهوريته، متعهداً بمواصلة النضال لتحقيق النصر والحرية للجمهورية اليمنية.