في مشهد أشبه بفيلم كوميدي ساخن ولكن في سماء الواقع، عرضت مليشيا الحوثي ركاب رحلة الخطوط الجوية اليمنية رقم 646 المتجهة من صنعاء إلى الأردن لخطر حقيقي بعد أن قادتهم مباشرة نحو الأجواء السعودية وكأنهم في مهمة سرية للطيران الحربي!
مصادر مطلعة أكدت أن الرحلة التي انطلقت بشكل غير قانوني قبل ساعتين من الموعد المجدول، دخلت الأجواء السعودية دون تصريح، مما جعلها تظهر على رادارات المملكة كطائرة معادية. ولحسن الحظ، تعاملت السلطات السعودية بحنكة وطالبت الطائرة بالعودة إلى صنعاء وإعادة ضبط مسارها ضمن الإطار الزمني المتفق عليه.
لكن المثير للسخرية أن الركاب، أغلبهم مرضى، لم يكونوا على دراية بأنهم على وشك أن يصبحوا "طيارين حربيين" في سيناريو حوثي، حيث ظلوا عالقين لساعات داخل الطائرة بعد العودة إلى صنعاء. وأضافت المصادر أن قائد الطائرة أبلغ الركاب أن التحالف لم يمنح تصريح العبور، مما دفعهم لقضاء ساعتين من الطيران "السياحي" فوق البحر الأحمر، ثم العودة دون تحقيق أي تقدم يذكر.
من جانبه، أعرب مدير مطار صنعاء خالد الشايف عن استغرابه من تصرف السلطات السعودية، مشيرًا إلى أن جميع الإجراءات اللازمة كانت مكتملة. ولكن يبدو أن الحوثيين يصرّون على خلط الأوراق، حتى لو كان الثمن هو حياة المسافرين البريئين الذين لا ناقة لهم ولا جمل في هذه المغامرات السياسية الخطيرة.
الجدير بالذكر أن الركاب عادوا إلى مطار صنعاء بسلام، حيث كان من المقرر أن يتم الانتظار حتى الموعد الجديد للإقلاع، مما يطرح السؤال: إلى متى سيستمر الحوثيون في تعريض حياة المدنيين للخطر واستخدامهم كورقة ضغط في الصراع الدائر؟
ويبدو أن ركاب الرحلة 646 اكتشفوا أنهم كانوا جزءًا من "مناورات حوثية"، ولكن على حساب صحتهم وسلامتهم.