نفذت النيابة العامة في مدينة سيئون بمحافظة حضرموت (شرقي اليمن)، الثلاثاء، 3 سبتمبر/أيلول 2024م، حكم القصاص بحق “طارق محمد ناجي النصاريˮ رمياً بالرصاص حتى الموت، لاتهامه بقتل المجني عليه “علي حسين محمد هدنةˮ عمدًا.
ولاقى تنفيذ حكم الإعدام بحق “النصاري”، استياء “واسعًا” وسط رواد منصات التواصل الاجتماعي، الذين قالوا أن “النصاري” أقدم على قتل المجني عليه “دفاعاً عن شرفه، وحماية نفسه من الإغتصاب”.
والشاب “طارق محمد ناجي النصاريˮ، من أبناء مديرية "نهم" محافظة صنعاء، تسكن أسرته في محافظة إب، قدم إلى محافظة حضرموت (شرقي البلاد)، مطلع العام 2017م، باحثاً عن فرصة عمل، وعمل في "بنشر" في مديرية "رماة" مع مواطن يدعى "علي حسين هدنة"، من أبناء مديرية بيحان بمحافظة شبوة.
وبحسب الناشطين اليمنيين، تعرض الشاب “طارق نصاري”، لـ“محاولة اغتصاب من قبل علي حسين هدنة، ما دفعه إلى القيام بقتله دفاعاً عن شرفه”، وكان ذلك بعد نحو عام من العمل معه في البنشر.
وفي حين قال الناشطون، إنه تم العثور على كمية من الممنوعات من حشيش وحبوب مخدرة، بحوزة المجني عليه، أثناء معاينة مكان الواقعة، أظهرت صور متداولة لمحاضر ضبط متعلقة بالحادثة صادرة عن شرطة رماة، كمية من مادة الحشيش المخدر تحت مقعد السائق بسيارة المجني عليه، وضبط حبوب مخدرات داخل شنطة ملابسه داخل محل البنشر.
قبل نحو شهرين، صدر حكم الإعدام بحق “نصاري” ، ما دفع قبائل من صنعاء وإب ومأرب وشبوة ومحافظات أخرى، إلى التوجه إلى أسرة “هدنة” وقبيلة "المصعبين" في بيحان بشبوة، ونصب مطارح لهم هناك مطالبين بالعفو.
وبعد أسابيع من نصب المطارح، وأبدت “أسرة آل هدنة” ووجها أسرة “آل الفطامي” ومن معهم من وجهاء قبيلة المصعبين التي ينتمي إليها المجني عليه، موافقتها على العفو عن “نصاري” في ساحة الإعدام، وتم رفع المطارح، ليتفاجأ المتضامنون مع “نصاري”، اليوم، بتنفيذ حكم الإعدام.
وتقول المحكمة إن التنفيذ حكم الإعدام رمياً بالرصاص حتى الموت جاء بعد محاولات إقناع وترغيب من وسطاء قبليون وفاعلي خير لأولياء الدم المجني عليه بالمسامحة والعفو، وبعد رفض أولياء الدم ذلك، ليتم تنفيذ الحكم بالإشراف المباشر من رئيس نيابة إستئناف سيئون القاضي محمد عوض بن علي الحاج.
وأثار تنفيذ الحكم، وإخلاف “آل هدنة” بالوعد، استياء المتضامنين مع “النصاري” حيث كتب الناشط “شجاع مظفر”، تدوينة على “فيسبوك”، قال فيها: “هدنة يغدر بالولد طارقنصاري، بعد أن وعد الناس والقبائل بأنه سيعفوا يوم التنفيذ، بعد أن أخبره الناس بالظلم الذي سيقوم به لأن الولد دافع على نفسه وشرفه وعرضه.. ولكنه اليوم يغد.ر ؟”.
وأضاف “مظفر”: “العيب ليس على هدنة فهو معروف من هو وتاريخه معروف، لكن العيب على قبائل المصعبين الذين يعرفون القصة الحقيقية التي أخفيناها على الناس حتى لا نؤثر على العفو، وقد رفعنا المخيم من بيحان بعد وعود الفاطمي والمصعبين بالعفو.. راحت القبيلة لا حول ولا قوة إلا بالله”.