التهديدات الخطيرة التي أطلقتها أمريكا من خلال التلويح بعواقب وخيمة ضد أقرب حلفائها وأكثرهم اخلاصا وتبعية لها ، جعلت كل حلفاء أمريكا يتذكرون المقولة الشهيرة لثعلب السياسة الأمريكية "هنري كيسنجر" الذي قال : " أن تكون عدوا لأمريكا فهذا خطير، لكن ان تكون صديق أو حليف لها، فهو الأكثر والأشد خطورة ".وبات الجميع يدركون جيدا إنها دولة غير جديرة بالثقة ، ولا يمكن الركون إليها ، فهي لا تأبه لمصالح كل حلفائها وتتعامل معهم كتابعين وخانعين لها ، ولذلك فهي تسعى لتحقيق مصالحها هي فقط غير عابئة بأي من حلفائها وأصدقائها ، وعلاقة أمريكا مع دول الاتحاد الأوروبي تشبه علاقة العاشق الخسيس بعشيقته، فهو يجبرها على تلبية كل طلباته ورغباته المجنونة دون قيد أو شرط ، لكن إذا احتاجت هذه العشيقة لأبسط الأشياء وطلبت المساعدة، فلن تجد من الكابوي الأمريكي إلا الجحود والنكران، ولن يتردد ثانية في التخلي عنها وطردها دون أي شعور بالخجل أو العيب.
لقد صدق الرئيس الأسبق "محمد حسني مبارك" حين حذر من الثقة بأمريكا وقال ان من يتغطى بأمريكا فكأنه عريان ، والجميع شاهد العمل الخسيس الذي قامت به أمريكا وكيف تخلت عن الأفغان الذن تعاونوا معها خلال تواجدها في افغانستان ، ورفضت منحهم وعائلاتهم تأشيرات دخول إلى أمريكا وتركتهم تحت رحمة حركة طالبان تفعل بهم ما تشاء، وهذه التصرفات السياسية الغبية، تلقى استنكار واسع من كبار القادة الأمريكيين أنفسهم حيث يؤكدون إن هذا سيكون مدمرا لعلاقة أمريكا بالأخرين ولن يثق بها أي حليف.