تداول ناشطون يمنيون معلومات تاريخية عن النهر الخارد وسط توقعات العديد منهم عن إمكانية عودة مجرى النهر مجددا والذي كان موجدا قبل أكثر من 300 سنة .
وقال أحد الجيولوجيين للمشهد اليمني اليوم ان المعلومات عن النهر الخارد حقيقة تاريخيا ويتم إعادتها من قبل العديد من الناشطين اليمنيين بالتزامن مع موسم الأمطار في اليمن خلال فصل الخريف والذي يمتد من شهر يوليو حتى 13 سبتمبر من كل عام والتي يكون اغزرها خلال نجم سهيل الزراعي والروابع الأولى والأخيرة .
وأضاف الجيولوجي أنه مستحيل عودة النهر نظرا لكمية الأمطار الضئيلة المتساقطة على اليمن والتي تعتبر من أكثر الدول العربية عرضة للجفاف وخاصة العاصمة صنعاء وتعز .
وأكد الجيولوجي ان النهر الخارد لا يمكن عودته مجددًا بعد انقطاعه نتيجة لكميات السحب المائية الجائرة وبشكل غير منظم وخاصة خلال ري شجر "القات "والتي تستحوذ على أكثر من 90% من المياه في اليمن وان المياه الجوفية في اليمن تم سحبها إلى ما يقارب الألف متر .
وبحسب الجيولوجي فإن المناخ الحالي يشتد تطرف مناخي والذي يكون فيه أمطار غزيرة في مناطق في بعض السنوات وليس بشكل متواصل وسنويا لكن فترات الجفاف تكون أكثر حضورا .
وكان النهر الخارد قبل أكثر 300 عام، يصب من المرتفعات الجبلية بمنطقة أرحب في محافظة صنعاء، عبر الجوف وشبوة وصولاً إلى حضرموت، وكان يتدفق بشكل هائل ويصب في بحر العرب، “الخارد” لم يكن مجرد نهر عادي، ولعب دوراً حيوياً في حياة المناطق التي مر بها .
وتعرض اليمن لفترات من الجفاف الشديد، مما أدى إلى جفاف النهر، والذي أصبح مطموراً تحت طبقات الزمن، وغاب عن ذاكرة الأجيال، كما ورد ذكر “نهر الخارد” في كتاب “صفة جزيرة العرب” للهمداني، والذي وصفه بأنه نهر عظيم تغذيه أربعة أودية كبيرة، كانت هذه الأودية تمد النهر بالمياه، مما جعله شرياناً حيوياً للتجارة والزراعة في تلك الحقبة، كما أن كتابات الهمداني تعزز من أهمية هذا النهر التاريخية وترسخ مكانته في الذاكرة العربية .