روسيا دولة محورية في السياسة الدولية ولها دور في كل الأحداث التي تهم الأمن السلمي بشكل عام.. بهذه العبارات استهل وزير الخارجية "شائع الزنداني" مؤتمره الصحفي مع نظيره الروسي "سيرجي لافروف" في العاصمة الروسية "موسكو" خلال الزيارة التي يقوم بها إلى هناك، كما أعرب الزنداني عن أمل وتطلعات القيادة اليمنية في الحكومة الشرعية، ومعها كافة أطياف الشعب اليمني، بان تلعب روسيا دورا محوريا لوقف التصعيد وانهاء الأزمة اليمنية قائلا : " روسيا علاقاتها جيدة ومتوازنة في المنطقة ونأمل أن يكون لها دور في إنهاء التصعيد.
ومن جانبها كشفت روسيا موقفها من الوساطة التي تقوم بها كل من السعودية وسلطنة عمان والإمارات لانهاء الأزمة اليمنية وإحلال السلام الشامل والعادل في كل ربوع اليمن شماله وجنوبه ، حيث أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن بلاده ترحب بجهود الوساطة السعودية العمانية والإماراتية لتسوية الأزمة في اليمن.كما كشف الوزير الروسي موقف بلاده من جماعة الحوثي، وخاصة فيما يتعلق بشن الهجمات على السفن وتعطيل الملاحة والتجارة الدولية، إذ اعتبر لافروف أن الهجمات على السفن في البحر الأحمر تشكل "تهديدا خطيرا" لسلامة الشحن العالمي ، لكنه في ذات الوقت أكد أن "روسيا لا تدعم قرار الدول الغربية بالرد العسكري على تصرفات الحوثيين كونه يزيد من تفاقم الوضع في اليمن".
أعرف الوزير الزنداني معرفة شخصية، وأقولها بكل صدق وأمانة وتجرد انه رجل مخلص ووطني من الطراز الرفيع ، ولديه من القدرات المذهلة التي تمكنه من حسم هذا العبث في المفاوضات، فلو منحه الرئيس العليمي ورئيس الوزراء الدكتور بن مبارك، كامل الصلاحيات لتشكيل فريق تفاوضي والجلوس وجها لوجه مع الفريق التابع للانقلابيين الحوثيين، فسوف يتمكن من زحزحة الأمور وتحريك المياه الراكدة، فهو يمتلك كل القدرات والإمكانيات التي تمكنه من اقناع الطرف المتعنت، وبأسلوب عقلاني ومنطقي يكون معياره الرئيسي وهدفه الأول أمن اليمن وتحقيق مصالح الشعب اليمني العظيم، خاصة بعد ان بات الجميع يدركون ان الجهود الإقليمية والدولية فشلت فشلا ذريعا ، وذهبت كلها ادراج الرياح، وأصبح لدى الجميع قناعة راسخة ان حل الازمة اليمنية بيد اليمنيين أنفسهم فقط.انا لا أقول ان الوزير الزنداني يمتلك عصا موسى، لكن منحه كامل الصلاحية، سيلعب دورا هائلا ومؤثرا ، خاصة وانه يمتلك اسلوب فريد وطريقة مثالية في الحوار الهادئ الذي يعتمد على العقلانية والمنطق، وهو ما سيمكنه من مخاطبة الفريق التفاوضي للحوثيين وجها لوجه ودون اي وساطة من اية جهة كانت، وسيكون الهدف الرئيسي تغليب مصلحة اليمن وشعبها ، وهو ما سوف يساهم في تقريب وجهات النظر بين الأطراف اليمنية، وبما يرضي الجميع من منطلق حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا ضرر ولا ضرار " بحيث تكون اللبنة الأولى والمرتكز الرئيسي للانطلاق وإحلال السلام في كل ربوع اليمن، وهو ما يتمناه كل يمني لوقف الجحيم الذي لا يزال اليمنيين يعانونه منذ سنوات طويلة.