أثار الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" ضجة كبيرة وجدلا واسعا في اعقاب الزيارة التي قام
بها الأسبوع الماضي إلى جمهورية الشيشان، فهو لم يكنفي باحتظان القرآن الكريم وتقبيله أثناء زيارته لمسجد عيسى الذي يقع في قلب العاصمة الشيشانية "جروزني" بل طلب من مفتي جمهورية الشيشان أن يترجم له إحدى الأيات القرآنية الكريمة إلى اللغة الروسية وهي الآية الواقعة في سورة الأنفال، في قول الله سبحانه وتعالى ( وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى ) صدق الله العظيم .
مفتي الشيشان الذي يجيد اللغة الروسية والعربية، قام بتلبية طلب الرئيس بوتين خلال تواجده في المسجد، وأخبره إن ترجمة الآية القرآنية الكريمة تعني إن النصر من عند الله فقط وانه سوف ينتصر في حربه على كل الأعداء وسيحقق نصر عظيم سيدخله التاريخ من أوسع أبوابه، وسر بوتين كثيرا، وسأل المفتي عن السبب الذي سيجعله يحقق النصر ، فرد عليه مفتي الشيشان بأنه سينتصر لأنه يحارب الرذيلة والفجور والفسق وتدمير الأسرة التي يروج لها شياطين الغرب وستقود إلى انهيار المجتمعات، وإن الله سوف يسدد رميته وينصره على تلك الدول التي تدعوا للانحلال وتدمير القيم الدينية والاخلاقية وكل ما هو جميل ورائع ، وذلك سوف يساهم في القضاء على كل فضيلة.هذا الحوار بين الرئيس الروسي ، وبين مفتي الشيشان ، أشعل جدلا واسعا في كافة مواقع التواصل الإجتماعي ، وتسأل الجميع عن قدرة بوتين في التكيف والتعايش السلمي مع المسلمين ، خاصة وان أكثر من 20 في المائة من سكان روسيا مسلمين، حتى إن مسؤول مصري رفيع وصف بوتين بأنه أعظم قائد تاريخي ، وقال وكيل وزارة الأوقاف المصري الأسبق سعد الفقي أن ذلك برهان ساطع على أن روسيا تحترم وتقدر الأديان والعقائد وأن الرئيس بوتين من الزعماء الكبار ويقود دولة كبيرة ورائدة وله علاقات متوازنة مع جميع الدول باستثناء محور الشر بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية.
الفقي كشف أن مقطع الفيديو الذي ظهر فيه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وهو يقبل ويحتضن نسخة من المصحف الشريف في مسجد بجمهورية الشيشان يقدم للعالم نموذجا فريدا في الحرية واحترام الإنسان والتعايش السلمي الجاد وهذا دأب روسيا على مر الزمان، وأنه آن الآوان أن تتصدر روسيا العالم وأن تكون في مقدمة الدول الراعية للسلام في العالم، موضحا أن إمساك الرئيس الروسي بوتين بالمصحف ووضعه على صدره أثلج الصدور وليس بجديد عليه فهو قائد كبير له ثقله ووزنه ويعرف قيمة وقدر احترام المقدسات وشعائر الآخرين، كما إنه يحرص على بناء جسور قوية مع الدول العربية والإسلامية".